‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإنترنت. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإنترنت. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 1 مارس 2012

عن المواقع الإباحية الحقيقية

فاطمة خير







فاطمة خير
عن المواقع الإباحية الحقيقية


اللى قبلنا قالوا زمان «واحد راح لأبوه وقال له: علمنى الهيافة يابا.. رد أبوه: يا ابنى تعالى فى الهايفة واتصدر»، ولأننا شعب لا يحب التخلى عن عاداته، يبقى التمسك بممارسة الهيافة من أهم سمات كثيرين منا، لذا لم يعد غريباً أن يعتبر أحد نواب البرلمان، أن حجب المواقع الإباحية من على شبكة الإنترنت فى مصر، هى شغله الشاغل وغاية مراده، أى أن الجبل تمخض.. فولد فأراً، خرج مواطن مصرى شقيان من بيته، ومارس حقه الانتخابى، واختار من يعبر عن همومه، ليكتشف فى النهاية أن فهم هذا النائب لهموم المصريين يتبلور حول خطر وجود المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت!

ربما يعتبرها البعض عدم فهم لآلية التعامل مع شبكة تجاوزت مرحلة الحجب، وقد يعتبرها آخرون محاولة لتحجيم ممارسة الحرية فى الاطلاع، لكن المؤكد والأكيد أنها بالضرورة عدم فهم لواقع المصريين ولا للمرارة اليومية التى أصبحت للأسف صفة ملازمة لحياة أى مصرى.

المواقع الإباحية الحقيقية على شبكة الإنترنت، هى تلك الموجودة بالآلاف تعرض فقر المصريين ومهانتهم، المواقع الإباحية هى تلك التى تعرض صور وفيديوهات للمصريين يقتتلون فى طوابير العيش، ويحاربون بعضهم فى معارك الحصول على أنابيب الغاز، المواقع المخجلة هى تلك التى تصور مصريين يأكلون من صفائح القمامة.. ها.. أيهم أخطر؟ وأيهم يجلب المهانة لشعب اعتاد أن يعيش مرفوع الرأس والآن يراه العالم بهذهِ الصورة المؤلمة؟ شعب خرج شبابه ذكوراً وإناثاً فى ثورة استمرت فى الشوارع ثمانية عشر يوماً دون حالة تحرش واحدة ثم يخرج علينا من يعتبر أن هذا الشباب لا يعرف من شبكة الإنترنت سوى.. المواقع الإباحية!

إن شخصا لا يرى فى شبكة الإنترنت العظيمة، سوى مواقع إباحية هو شخص بالضرورة لا يعبر عن عصره ولا عن مجتمعه، هو شخص أيضاً لم يطلع على سخرية شباب بلده من طلب الإحاطة «العاجل» إلى مجلس الشعب الموقر، على شبكة الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وإلا لحاول على الأقل أن يفهم كيف يفكر شباب المجتمع الذى اختاره فى البرلمان، هى سخرية دارت كلها حول الرغبة فى حل مشاكل العنوسة فى الجنسين، والالتفات لحل مشاكل السكن والتعليم والصحة فى البلد أولاً، سخرية حملت خفة دم المصريين المعهودة.. وكثير من الألم أيضاً، بمحاولة بسيطة للبحث فى جوجل، ستضحك ربما مما كتبه المصريون رداً على طلب الإحاطة، لكنك ستتألم أكثر مما حملت الشبكة العنكبوتية من ردود موثقة بالصورة والفيديو عن رؤيتهم للمعنى الحقيقى للمواقع الإباحية.

هو حقيقى هم يبكى وهم يضحك، وقديماً قالها الشاعر العظيم المتنبى «وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحكٌ كالبكا».

الخميس، 1 مارس 2012 - 16:03

الخميس، 7 أبريل 2011

«الإعلام» التفاعلى هو الحل!


فاطمة خير



فاطمة خير
«الإعلام» التفاعلى هو الحل!


لم يكن «رسوب» الإعلام التليفزيونى المصرى فى الفترة الحالية الساخنة بأحداثها مجرد صدفة، ولا مفاجأة.
والأسباب «كتير ياما».
لقد انتهى يا سادة.. وبلا رجعة، عصر الإعلام ذى «التراك» الواحد!
طب إزاى؟
ولأننا نتحدث هنا عن الإعلام التليفزيونى تحديداً، فلنضرب المثل بالبرامج الأشهر مصرياً، وهى برامج «التوك شو»- بالطبع، لقد أصاب هذه البرامج الارتباك، مع تطور الأحداث المتسارعة بما يفوق التوقع، لماذا الارتباك؟ ببساطة.. لأن تلك البرامج لم تقم على صناعة أصلاً، لقد كانت مجرد عمل باليومية، يوم يعدى.. وبكرة ربنا يسهل!، وبرغم العمر الذى لم يعد قصيراً لهذه البرامج، ونسبة المشاهدة الهستيرية لها، وبرغم الانفاق الكبير عليها، لم يتوقف أحد من صناعها ليلتقط الأنفاس، ويسأل نفسه: وماذا بعد ؟، المهم هو دورة تليفزيونية تالية يستمر فيها البرنامج وحسب، ونتيجةً لهذا، لم تخلق هذه البرامج كوادرها التى كانت تمتلك البرامج الظروف المناسبة لتخلق بها طريقاً جديداً لجيل إعلامى مصرى يقدم media تناسب العصر، media يصنعها أبناء عصرها، أعمق بكثير من مجرد «إسكريبت» يكتبه معد استقدم ضيفاً، تقرؤه مذيعة، مع كام تليفون على الهوا.. وكفى الله المؤمنين شر القتال!.
«وقت الامتحان.. يكرم المرء أو يهان» وقد أهين الإعلام المصرى، لأن أحداً من صناع شاشته لم ينتبه إلى أن الشاشة لم تعد حكراً على جهاز التليفزيون، وأن وحشاً يسمى الإنترنت، قد خرج من رحم عالم جديد يتم حساب الوقت فيه بالفيمتو ثانية، وأن المتلقى لن ينتظر لنهاية اليوم كى «يتفرج» على ما ستجود به برامج الشاشة الفضية عليه، بل سيكون فى انتظار شىء جديد: فى الشكل والمضمون، مختلف عن شاشة أخرى «تفاعل» معها طوال اليوم، فكان صانعاً وموزعاً ومتلقياً لها فى آنٍ واحد!.
«الإعلام التفاعلى» يا سادة هو الحل، فإذا كان التاريخ من هنا ورايح، هيصنعه أبناء الإنترنت، فالتفاعل طوال الوقت هو الحل لخلق أى حوار معهم، «التفاعل» هو اللغة الوحيدة التى يفهمها من يصنعون الأيام القادمة، وبمعنى آخر، إذا أردت أن تقدم خدمة خبرية لإنسان يعيش فى هذا العصر، عليك أن تقدمها له بأكثر من طريقة فى وقتٍ واحد، فيستعمل الطريقة التى يريدها فى اللحظة المناسبة لها، هو يستقبل رسالة الـsms على الموبايل، ويشاهد الفيديو على الإنترنت، بل يصوره بموبايله ويحمله بنفسه على اليوتيوب، ليصبح هنا هو المنتج، وهو الذى يسمع الراديو الـon line، ويشاهد الـweb tv، أيضاً، إذن «الخبر» هنا هو المادة التى يتم التعامل معها بأكثر من طريقة والهدف واحد: خدمة المتلقى.
أين الشاشات المصرية الخاصة والرسمية من كل هذا؟
صدقونى لن ينتظر أحد الإجابة، فلا أحد فى حاجة إليها سوى صناع هذا الإعلام، الذين تقف صناعتهم على المحك: إما التطور، وإما النهاية. > >


الخميس، 7 أبريل 2011 - 22:49

السبت، 8 يناير 2011

جوليان أسانج بلا حدود


فاطمة خير




فاطمة خير
جوليان أسانج بلا حدود


الحدود التى لم يضعها جوليان أسانج لنفسه حين قرر فضح حكومات العالم، أراد أن يضعها صناع برنامج «بلا حدود» للرجل على شاشة الجزيرة فى المقابلة معه، فالقناة التى استضافت مؤسس موقع ويكيليكس (الموقع الأكثر شهرة فى العالم حالياً ولمدى طويل) جوليان أسانج رجل العام وفقا لاختيارات عدة، فى حلقة تمت إذاعتها على الهواء مباشرةً من محل إقامته المؤقت فى لندن، أرادت القناة أن تبرئ نفسها مما أثير حولها بعد وثيقة نشرها الموقع، أشارت إلى أن السلطة القطرية عرضت إيقاف القناة لمدة عام، على أن تقنع مصر الفلسطينيين بقبول تسوية.

فقد منحت حلقة «بلا حدود» مساحة كبيرة نسبياً للحديث عن برقيات تناولت قطر ومواقفها وحيرة الأمريكيين حيالها، كدولة تشق طريقها «بصعوبة»، وخطورة قناة الجزيرة، والحديث عن أن ما تم من عرض إيقاف القناة لمدة سنة كان مجرد مزحة لا أكثر.

فى حين كان لابد من استثمار كل وقت البرنامج فى القناة (العربية) للحصول على أكبر كم ممكن من المعلومات من الرجل الذى يحتفظ الآن بالأسرار الأكثر حول بلدان العالم، بدلا من الاكتفاء بالحديث عن أن وثائق جديدة فى الطريق حول بلدان كذا وكذا.. وعلى رأسها مصر بالطبع.

المقابلة المهمة التى أجرتها «الجزيرة» تحسب لها، ولو أنها ليست الأولى للقناة، فقد سبق واستضافت أسانج فى البرنامج نفسه فى شهر أكتوبر الماضى، لكن بالطبع فإن التوقيت هنا هو البطل، فإذا وجدت جوليان أسانج، على شاشة قناة الجزيرة، لا بد أن تنتظر أكثر مما شاهدته من حلقة كتلك.

المهم جداً فيما قاله أسانج، أن مؤسسات إعلامية شريكة له بالنشر، تأخذ الوثائق ثم تنشر منها ما ترتئيه مهماً من وجهة نظرها ووفقاً لاهتمامات قرائها، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: أين نحن من كل ذلك؟، أين نحن كمؤسسات إعلامية مصرية وعربية ؟، هل سننتظر أن ينتقى الآخرون ما يريدون نشره عنا، ثم نفنده أو نناقشه، أو حتى ننفيه، أو نؤكده ؟، لم لا نكون نحن أيضاً شركاء بالنشر ؟!، فإذا كان نشر الأسرار / الحقائق هو مسألة وقت لا أكثر، فلم لا يكون لنا دور فى هذا؟

فضاء الإنترنت لا يزال يتسع بعنف يوماً بعد الآخر، اتساعاً يجبر شاشات التليفزيون بتنوع توجهاتها واختلاف نصيبها من الشهرة والنجاح؛ على أن تفسح له المكانة الأبرز فى تغطياتها، ولن نستبعد أن يأتى يوم قريب، تقود فيه الشبكة العنكبوتية زمام الشأن الإعلامى، بما يتيح تلبية احتياجات المتلقى، هو زمن لن يعرف فيه الخبر من صانعه ومن متلقيه! > >

السبت، 8 يناير 2011 - 15:20

الخميس، 25 نوفمبر 2010

تمويل الإعلام فى الدنمارك

فاطمة خير







فاطمة خير
تمويل الإعلام فى الدنمارك


كيف تصنع «إعلاما تليفزيونيا»، وكيف تصنع «إعلاما إذاعيا»، لم تعد هى المهمة التى تشغل بال صناع الإعلام فى العالم الأوروبى، لأن هذا العالم ببساطة قد تجاوز مرحلة التساؤل عن الأنواع المختلفة من المنتج الإعلامى؛ فهو بالنسبة لهم «منتج واحد يقدم إلى أكثر من متلق من خلال صور مختلفة».

الاطلاع على تجربة الـ DR فى الدنمارك (أكبر هيئة إعلامية دنماركية تقدم الإذاعة والتليفزيون والمواقع على الإنترنت) هو أمر غاية فى الأهمية، من زاوية قد لا تخطر على البال؛ فتلك المؤسسة الإعلامية، فى تلك البلاد البعيدة جداً أقصى شمال أوروبا، تمتلك التحديات ذاتها التى تواجهنا فى مصر!.. الأسئلة التى تضطلع المؤسسة بالإجابة عنها فى سبيل صناعة إعلام قادر على المنافسة عالمياً، هى نفسها التى نبحث نحن عن الإجابة عنها، وهى مفارقة لا تعكس سوى أن التحديات أمام صناعة الإعلام فى العالم كله هى واحدة، والمشكلات التى تواجه المهنة هى أيضاً واحدة، ما بين شمال أوروبا وشمال أفريقيا.. لا فرق يذكر!

وللتعرف على التجربة وجهان مختلفان: فمن ناحية.. الإحساس بالفخر والسعادة أننا فى مؤسسة «اليوم السابع» نقف عند المرحلة نفسها من التساؤلات المهنية والتحديات التى نعمل بالفعل على التفاعل معها! وهى تلك التى تقف عندها مؤسسة أوروبية رائدة سبقتنا إلى الوجود بعشرات السنين!.. أما الوجه الآخر فهى أن صناعة إعلام قوى ومتطور ومتفاعل ويملك القدرة على المنافسة، هى مسألة تحتاج إلى كثير من الإنفاق المالى، وإذا كانت تتوافر فى الدنمارك الأساليب المناسبة لتوفير التمويل، خاصة لهيئة الـDR التى تحصل على دعم من الدولة؛ فإننا فى مصر ما نزال على مبعدة من توفير سبل إنفاق مطَمئنة لصناعة «إعلام قوى» ينفق بلا قلق، سواء على تحديث أجهزته أو تطوير صانعيه ومنحهم أماناً وثقة فى المستقبل مما يجعلهم قادرين على الإنتاج.

السباق الإعلامى العالمى المحموم، لن يعرف التوقف إلى مدى لا يعلمه إلا الله، التحديات واحدة وآليات الصناعة واحدة، وطرق الحصول على التمويل وسبل الإنفاق مختلفة، تُرى إلى أين يؤدى هذا؟

المؤكد أننا كصناع للإعلام المصرى، يجب أن نعمل «عصفاً ذهنيا» سريعاً، لتطوير آليات تمويل تستهدف بالأساس التمهيد لسوق إعلامية تؤمن حقيقة بهذه المهنة العظيمة، فى الوقت ذاته التى تمارس فيها آليات المنافسة، وهى قضية كبيرة وملحة: أن نمارس إعلاما حقيقياً.. أو نتخلف عن الركب!

الخميس، 25 نوفمبر 2010 - 19:23

الجمعة، 9 يوليو 2010

راديو «اليوم السابع»

فاطمة خير





فاطمة خير
راديو «اليوم السابع»


أعذرونى لو طلبت تحويل المؤشر بعيداً عن كل الشاشات!، يحق لى ذلك؛ طالما كان السبب هو أن أطلب منكم أن تستمعوا إلى «راديو اليوم السابع».

«الراديو»، أو وليدنا الجديد، هو الأحق بالانحياز الآن، وحتى تثبت جدارته بالاستيلاء على اهتمامكم.

«راديو اليوم السابع»، هو تجربة ستؤرخ فى يوم من الأيام، بأنها كانت نقطة تحول فى الصحافة المصرية، تجربة ستجعل مؤشر الراديو يتحول نحو شبكة الإنترنت طوال الوقت.

المؤشر الذى يتوقف مؤقتاً عند «الراديو»، ربما يتوقف فى القريب أمام «الشاشة»، هو حلم حتى الآن، لكنه ليس ببعيد، والسبب: أن «الريموت كونترول» يتجول فى الفضاء كيفما يشاء.. ووقتما يشاء، والحقيقة أن الإنترنت هو المؤهل بقوة ليرث الفضاء «التقليدى».

«الراديو» هو «الطليعة» التى ستستكشف لنا طريق الفضاء، انطلاقاً من أرض الصحافة.. التى كانت حتى القريب ضيقة جداً، ثم يأتى الإنترنت بالتطور المذهل والمتسارع لتقنياته ليفتح لنا أبواباً كانت ضرباً من خيالٍ وحسب!.

«الريموت» سيتوقف مرغماً عند «الراديو»، على الأقل لتقييم تجربة أحق بأن تقيم، فقد ولدت كبيرة وجاءت فى توقيتها المناسب، لكن ربما يرتبك «الريموت» قليلاً؛ فأدواته قد لا تكون مؤهلة تماماً للحكم على تجربة هى مختلفة تماماً من حيث المضمون عن شبيهاتها السابقات.

الأسئلة المثارة حول تجربتنا الوليدة عديدة، لكن الأبرز منها هو كيفية تحويل صحفيى الكلمة إلى مذيعين يتحدثون أمام الميكروفون؟، والإجابة هى تحد حقيقى لكننا نملك مفتاحه: فمن يجلسون أمام ميكروفون «راديو اليوم السابع» هم إعلاميون يمتلكون ملكات تؤهلهم لتقديم المنتج الإعلامى الذى ينتجونه هم أنفسهم من خلال مؤسسة متكاملة، سواء كان ذلك أمام ميكروفون الإذاعة أو.. شاشة التليفزيون، أو فى أى مكان يقدمون أنفسهم من خلاله باعتبارهم إعلاميين لديهم ما يقولونه، وهم يدركون بشكل حقيقى أن التطوير اليومى للأدوات هو السبيل الوحيد لبقاء الإعلامى فى الحلبة.. فى هذه الأيام ولسنوات كثيرة قادمة لا يعلمها سوى الله وحده.

إلى أن تنضج تجربة «راديو اليوم السابع»، سنعرف كثيرا من الهفوات، وسنعرف نجاحات أكبر، وسنصل إلى شاطىء الأمان فى اللحظة التى يفتح فيها قارىء الإنترنت جهاز الإنترنت الخاص به، ليتوقف أمام «الراديو»، ليبقى معه طالما بقى أمام شاشة الإنترنت.. وذلك حتى إشعار آخر.

الجمعة، 9 يوليو 2010 - 02:07

الخميس، 20 مايو 2010

بث مباشر..

فاطمة خير







فاطمة خير
بث مباشر..



لكل وقت أذانه..
وهو تحديداً.. أوان البث المباشر
فى الثانى من مايو، ويوم تظاهرة الحد الأدنى للأجور، وفيما كانت كاميرات التليفزيون تستعد لنقل الحدث، كتقرير فى برامجها الإخبارية والمسائية، على الجانب الآخر لكن فى قلب الميدان، كان هناك شاب يدعى «رامى»، يقف وحيداً، ويعمل بنشاط شديد، فهو قد حدد أهدافه مسبقاً : أحضر ثمانى كاميرات، وزرعها مبكراً فوق الأشجار المحيطة بالمكان الذى سيشهد التظاهرة، ووقف منفرداً يستعد لنقل الحدث، ثم أطلق بكاميراته الثمانى «بثاً مباشراً» لما يجرى، وأذاعه فى التو واللحظة على شبكة «تويتر»، وطبعاً لم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة، ليطير «اللينك» الخاص بموقع البث، على شبكة الإنترنت، ويصبح الجميع، وفى كل مكان «على قلب» مشاهد/ متابع واحد للأحداث.

رامى الذى تجاوز العشرين من عمره بقليل، هو تماماً ابن زمنه، زمن لا يعرف التوقف كثيراً أو أصلاً للتحضير للأشياء؛ طالما أن بالإمكان إنجازها دون الاستعانة بأحد أو تضييع الوقت.
ما فعله رامى كان «تتويت» الحدث، أى نقله عبر «تويتر»، كان رامى هو صاحب القرار، والمنفذ، والمخرج، .. والرقيب، لذا كان فى استطاعة أى من كان، أن يتابع ما يجرى، على التويتر، بتقنيات بسيطة، قبل حتى أن يطير الخبر إلى الوكالات، بكاميرا «لا تكذب ولا تتجمل»، والأكثر من هذا، تديرها عقلية تجاوزت سن الرشد بالكاد.

هو زمن «البث المباشر» بلا منازع، يفرض نفسه بسرعة أكبر مما تصورنا، وها هو «التويتر» مرة أخرى، وفى أقل من عام بقليل، يفرض نفسه كناقل للحدث، ساحباً البساط من شاشات تلفزة عريقة، وموحداً ما بين شبكة الإنترنت العظيمة والساحرة الفضية (شاشة التليفزيون). الأيام الحالية، والتى تشهد تزايداً فى بث الأحداث عن طريق كل تقنيات «الإنترنت»، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك؛ أن الثورة التى تصورناها قد استقرت لبعض الوقت، لا تزال فى فورة لا نعرف متى ستتوقف، فتقنيات الاتصال، صارت تخلق إعلاماً يليق بها، من جانب شديد الأهمية، وهو «الحدث» كما هو، لكنها تقنيات تقودنا، ولا نقودها حتى الآن، كل ما ندركه، أن إعلاماً جديداً صار يفرض نفسه، وستكون له قوانينه تماماً كما أن له آلياته ؛ ما يستحق منا أن نتوقف كثيراً، وأن نفكر بعمق، إلى أين نحن ذاهبون؟، وكيف نخلق إعلاماً نقوده ولا يقودنا؟، والأهم هل نحن مستعدون للاعبين الجدد؟.. هى أسئلة لن تنتظر منا الإجابة طويلاً؛ ستتجاوزنا لتحدياتٍ أرحب، والخاسر الأوحد هو من سيفتش كثيراً عن إجابات سيكون الزمن قد تجاوزها.

الخميس، 20 مايو 2010 - 21:52

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

تداعيات الـ«أنا».. والله أعلم

فاطمة خير


فاطمة خير
تداعيات الـ«أنا».. والله أعلم


«أنا».. اسم غريب لو تم اختياره لقناة تليفزيونية؛ لكن أى قدر من الاندهاش يزول إذا اقتربت أكثر من قناة واتتها جرأة هذا الاختيار، فالرسالة التى تريد إيصالها عن نفسها، أنها الوحيدة التى يمكن أن ترى نفسك فيها كمرآةٍ حقيقية، وبالتالى لها الحق فى أن تتسمى باسمك.. أى تصبح بالنسبة لكل واحدٍ فينا هى الـ«أنا».

لكن الاقتراب من فهم هذه القناة لن يكون فى منتهى السهولة إذا حاولت القيام به بنية فهم توجهاتها، والمسألة ستختلف كثيراً إذا قررت الاكتفاء بدور المشاهد. والسبب ببساطة أن ارتباكاً لابد سيصيبك عند محاولة فهم هوية شاشة تحوى القدر نفسه تقريباً من مقدمات البرامج المحجبات وغير المحجبات، من الفواصل الشبابية حتى النخاع وبرامج الدين التقليدية! هى قناة تحمل القدر نفسه من المتعة والتوجيه الدينى.

هذه القناة تركز جهدها فى منطقة من الأنسب وصفها بـ»السهل الممتنع» فالخط الرئيسى الذى اختارته هو «البرامج الاجتماعية»، وهى نوعية من البرامج يقع كثيرون فى فخها، على اعتبار أنها منطقة سهلة، لكنها فى الحقيقة تمس المساحة الأكبر من الاهتمام لدى المشاهد، فهى المساحة التى تتبقى بعد «بعض» من الاهتمام بالأخبار والسياسة والترفيه، ولا مصادفة هنا من قدرة الـ«أنا» على التركيز وإتقان اللعبة، فأغلب كوادرها هم بالفعل مدربون على هذه النوعية من الإنتاج الإعلامى فى مؤسسة أثبتت نجاحاً فى هذه المنطقة فى وسيلة إعلامية أخرى (الإنترنت) وهى مؤسسة «إسلام أون لاين».

من هنا يمكن أن نفهم لمَ تحظى الشاشة بكل هؤلاء المقدمات من المحجبات، لكن المدهش هو وجود أخريات غير محجبات، فمن الواضح طبعاً أن توجهاً يميل إلى الطابع الدينى يحكم توجهات القناة، وبصراحة فقد استطاعت القناة تقديم مستنسخات من المحجبة الأكثر شهرة د.«هبة قطب»، وذلك من خلال طبيبات وخبيرات نفسيات يقدمن استشارات أسرية على الهواء، لكن وقبل أن تخرج بانطباع دينى عن القناة، ستجد مذيعات أو طبيبات أخريات مصريات وعرب يظهرن بملابس عادية دون حجاب.. ما الرسالة التى تريد القناة توصيلها؟ هل هى أنه لا مانع أن تجمع الشاشة أى شاشة بين الاثنتين؟ أو أن الشاشة يمكن أن تحظى بكثير من المحجبات دون أن يخل ذلك بشروط نجاحها؟ أو أنه لا مانع من وجود امرأة غير محجبة على شاشة تميل إلى التدين؟

وتعرض القناة «فواصل» لكنها لا تمثل إعلاناً عن القناة؛ بل نصائح تربوية تخص الأطفال! وهو ما يعتبر تجديداً فى مفهوم الفواصل. من ناحية أخرى تقدم القناة برنامجاً دينياً يومياً يحمل اسم «الله أعلم»، يستضيف مقدمه الشيخ «جمال قطب» رئيس لجنة الفتوى فى الأزهر سابقاً ومن السهل تمييز الخط المختلف فيما يقدم فى البرنامج، على سبيل المثال أن يتم توجيه مشاهد إلى أن قراءة القرآن فى المسجد لا ينبغى أن تذاع فى الميكروفون، لأن هذا عير لائق.

بعض الوقت فقط هو ما تحتاجه «أنا» لتصبح قناة ذات شعبية على المستوى الاجتماعى، هذا إذا استطاع ملاكها توفير التمويل اللازم للاستمرار، ما يعنى الحاجة لتقييم ما يقدم فيها أكثر وأكثر، فكثير من الحميمية تصنعه القناة قد يجعلها مؤثرة إلى أبعد مدى.

الجمعة، 25 ديسمبر 2009 - 00:05

الخميس، 13 أغسطس 2009

لبيك ربى..


فاطمة خير




فاطمة خير
لبيك ربى..


كيف يمكن أن نقدم فكراً دينياً للشباب، يستخدم خطاباً مختلفاً، قادراً على الوصول إلى قلوب هؤلاء، والتأثير فى وجدانهم؟
طبعاً هو سؤال، تتولى الكثير من البرامج التليفزيونية الإجابة عليه، ولكن.. هل استطاع أحد أن يقدم إجابة تقترب من تحقيق الهدف؟
الإجابة بصراحة هى: لا.. وألف لا.

لماذا؟، هنا تتعدد الإجابات، ولا مجال لسردها، ولكن الكثير من هذه الإجابات يلتقى فى منطقة واحدة؛ وهى أنه لا أحد يبحث بعمق فى كيفية تنفيذ هذا، القناة أى قناة تسارع لحجز مساحة على شاشتها لأجل إذاعة برنامج يرفع شعارا دينيا، لما هو معروف من قدرة هذه البرامج على جذب نسبة مشاهدة عالية، وطبعاً.. معلنين كثر بطبيعة الحال. ثم أصبحت القنوات تتنافس فى عدد البرامج الذى ترفع الشعار ذاته، ولو أن كل قناة «حرة» فى برامجها، لكن لا أحد يمارس هذه الحرية عند التفكير فى المضمون الجديد الذى يمكن تقديمه.. لخدمة «الدين» والجمهور.

قناة «المحور» مثلاً تتعدد فيها البرامج الدينية أو التى تتخذ طابعاً دينياً، ومنها على سبيل المثال برنامج «لبيك ربى» والذى يقدمه الإعلامى الشاب «أحمد الشاعر»، حاول البرنامج كسر المألوف فى «الشكل»، فالمذيع يجلس وأمامه عصائر يقدمها لضيوفه، وسط ديكور عصرى، وملابس عصرية لكلٍ من الضيف والمذيع، ولغة حوار تبتعد عن التقليدية، ما يوحى للوهلة الأولى، أن كلاماً مختلفاً سيقال، وأن شريحة الشباب والمراهقين هى المستهدفة، كل شىء يشير فيما عدا اسم البرنامج وفواصله إلى برنامج شبابى من الدرجة الأولى، يستهدف الحديث فى الدين.

قليل من التمهل سيجعلنا نصطدم بالعقلية ذاتها، التى نجدها حتماً فى أى برنامج آخر، فى حلقة الأسبوع الماضى، استضاف البرنامج الشيخ «مصطفى حسنى»، شاب يرتدى قميصا بنصف كم، مظهره عصرى للغاية، ويتحدث بلغة خطاب سهلة، لكن برغم كل هذه المرونة البادية، فإن الداعية الشاب، يرفض من الأصل أن يستخدم الشباب أدوات عصرهم فى تبادل الحديث أو «الشات» مع غرباء عنهم (عن دينهم أو جنسياتهم) طالما تطرق الحديث إلى الإلحاد!

وقال إن الآباء يشكون من خوفهم على الأبناء الذين يمارسون «الشاتنج» عبر شبكة الإنترنت، لأن الحديث عن الإلحاد يقود إليه حتماً. ما يمكن توقعه هنا، هو أن شاباً يفهم احتياجات جيله وظروفه وطبيعة تفكيره، سيدافع عن حرية التفكير، وعن ضرورة أن يثق الآباء فى القيم والأخلاق التى ربوا أولادهم عليها، وأنهم لو فعلوا ذلك فعلاً لأنشأوهم نشأةً دينيةً سليمة، لكن ينسحب الداعية «الشاب» فى منطق حديثه لأجل الوقوف عند منطقة المصادرة على حق كل فرد فى البحث والتفكير والاختيار، ويتخذ المصادرة من حيث المبدأ ضرورةً أساسيةً فى نصيحته للآباء بأن يبعدوا أبناءهم عن هذه النوعية من الأحاديث.
الحديث عن عصر السماوات المفتوحة و... إلخ، لم يعد له محل من الإعراب، فعصرنا قد تجاوزه بكثير، لكن أرجوكم.. لو أنكم تخاطبون جيلاً سيواجه العالم المتغير أسرع من لمح البصر؛ ففقهوه فى دينه.. أو لتصمتوا.

الخميس، 13 أغسطس 2009 - 16:18

الخميس، 10 يوليو 2008

قبور على الهواء مباشرةً..

فاطمة خير


فاطمة خير
قبور على الهواء مباشرةً..


بدا الرقم مفزعاً للغاية، حين ظهر على الشاشة: " 2 مليون مصرى يعيشون فى المقابر ".
بقى الخبر مدة دقائق، طوال عرض التقرير القصير على شاشة "العربية"، ضمن نشرتها المسائية. "شعور بالخجل ".. هو وحده ما يليق باللحظة، حين تشعر بأن "فضائح" وطنك، تجد مكاناً آخر تعرض فيه، هكذا على الملأ دون مواربة، يعرفها الآن الملايين الذين يتابعون هذه الشاشة، الدقائق المعدودة بدت طويلة للغاية. التقرير الذى أذاعته "العربية" مصوراً، حصلت على صوره من وكالة خاصة، لكن المؤكد أن التصوير كان فى مصر، مع أشخاص بدت "المقابر" بالنسبة لهم هى كل الحدود المتاحة للحياة.

اعتدنا رؤية المشهد كموقع لتصوير فيلم سينمائى، ليس أكثر، كأن المتفرج يتعامل مع المسألة باعتبارها عنصراً درامياً ليس إلا، يخرج من صالة السينما، ليتذكر الأبطال والنهاية، دون أن تعلق بذاكرته صور المقابر التى تحولت إلى محل للسكنى، لكننا فى عصر التليفزيون، حيث لا شىء يستعصى على "الفرجة "!

سأل صحفى فى أحد المحافل ذات مرة: هل يوجد فى مصر بالفعل أناس يعيشون فى المقابر؟
التبس عليه الأمر، أراد أن يعرف، هل ما يراه فى السينما هو حقيقة أم خيال؟ من المؤكد أنه عرف الإجابة الآن. ما حجم المتاح بالنسبة للتليفزيون المصرى، للتعامل مع حالات مثل هذه؟ هل شاهدنا على شاشته سكان المقابر يعيشون فيما لا يليق بالبشر؟ التغطية التى قدمتها "العربية" لواقع حقيقى ليست وحدها المشكلة، فالرقم المفزع أيضاً كان له وقعه، خاصةً إذا أضفناه إلى أرقام أخرى تقترب منه، كعدد أطفال الشوارع فى مصر.

كل ذلك لم يعد سراً، فما الذى يقدمه إعلامنا فى مواجهة ذلك؟ هل ينكأ الجراح.. قبل أن يفعلها غيره؟ هل يقدم حملةً إعلامية كى يعرف مشاهدو القنوات العربية، أننا لسنا سكان مقابر وحسب؟ الحقيقة أنه لا يفعل هذا ولا ذاك. فى التوقيت نفسه الذى أذاعت فيه "العربية" التقرير المؤلم، كانت شاشة أخرى "الساعة"، تعرض الجزء الثانى من فيلم وثائقى أمريكى بعنوان " According to Goerg Bush"، الفيلم الأمريكى انتقد كل ما له علاقة بـ"جورج بوش" بدءاً من سياساته، وصولاً إلى شخصيته، بأقسى مما قد يفعل إعلامى غير أمريكى، لم يصادر الفيلم، ولم يمنع من العرض، ولم يعتقل منتجوه. وهذا هو الفرق بين سقف النقد المتاح للإعلام، وانعكاس ذلك على قدرته على استعراض الواقع.

المفارقة، أن الليلة نفسها على شاشة "دريم"، شهدت حلقة غير مألوفة، فالبرنامج الذى تتسم أكثر فقراته بـ"الشراسة"، قرر أن تكون فقرته الرئيسية "حالمة" للغاية! استضاف شاعر هو "محمد بهجت" الصحفى بالأهرام، و"ياسر أيوب" الصحفى بالأهرام أيضاً، و"نوارة نجم" الصحفية المشاغبة وصاحبة واحدة من أشهر المدونات على شبكة الإنترنت.

الفقرة كانت عن "الحلم".. ما هى أحلام المصريين؟ وذلك رداً على حالات الانتحار فى الثانوية العامة، وحالة الاكتئاب الموجودة عند المصريين بشكلٍ عام، وبرغم وجود "نوارة" لم تكن الحلقة "مشاغبة، "، مالت أكثر إلى أن تكون "حالمة"، واستدعت عدداً كبيراً من المكالمات التليفونية، تحدث فيها المشاهدون عن أحلامهم، بمجرد فتح طاقة لممارسة الحلم، كانت الصورة مختلفة تماماً، مصر قادرة على أن تحلم، ورغم أن الضيفين الصحفيين ينتميان لمؤسسة لا مساحة فيها للحلم، إلا أن كلاً منهما مارس فعل الحلم أثناء الحلقة. الفقرة كانت بديلاً لواقع مؤلم، كأنها استبدال له، لكنها فى كل الحالات كانت وجهاً آخر أفضل مما كان على "العربية" فى الليلة ذاتها.

الخميس، 10 يوليو 2008 - 00:44