‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 21 يوليو 2011

فى حاجة إلى وطن








فاطمة خير
فى حاجة إلى وطن


ما الذى يجرى فى ميدان التحرير؟

من ضمن ما يجرى، عملية أصيلة وصادقة واجتهاد بلا توقف، لأجل البحث عن «مصر»، مصر. بمعنى الوطن، وطن ليس كمثله شىء، على امتداد التاريخ حقاً استوعب كل من حل عليه، فكيف به يضيق بنا نحن أبناءه. كل «الكرنفالات» الفنية من غناء وتمثيل وشعر...إلخ، التى تقام ببساطة عبقرية جنباً إلى جنب مع كل الأحداث الشداد التى تجرى فى هذا الميدان منذ ستة أشهر، هى فى الحقيقة بحث عن «عمق» الشخصية المصرية بعبقريتها التى منحتها لها خصوصية مصر نفسها، الخصوصية العبقرية فى حد ذاتها، التى أعيت من أرادوها بسوء وعجز عن فهم أسبابها.. الراغبون. القابعون هناك يبحثون عما لا يعرفونه، هم يدركون جيداً ما يرفضونه، إلا أن البحث عما يريدونه حقيقةً هو أصعب بكثير، لذا قد لا يبدو غريباً أن يكون لدينا إعلام مشوش، هو انعكاس لكل ما هو كائن بالفعل، انعكاس لارتباكاتنا وخوفنا من المجهول.. ومن فشلٍ جديد.

ينامون فى الميدان حين يغلبهم النعاس، على أمل أن «يصبحوا على وطن»، وما بين الحلم فى المساء، والاشتباك مع الواقع فى نور الصباح، يضيع وقت ومجهود وربما قدرة على الفعل تختزل فى صراخ يذهب إلى من لا يسمع، والحال نفسها مع إعلام تليفزيونى يستهلك نفسه فى المساء خشية أن يضيع منه أى مما يجرى فى صباحٍ فائت، دون أى إدراك، إلى أن ذلك يعنى ببساطة أنه لا طاقة باقية لأجل خلق جديد فى الصباح!.

أن تصنع شيئاً، فإن ذلك يحتاج إلى قرار، وأن تصنع إعلاماً، فإن ذلك يعنى أنك تحتاج إلى ما هو أكثر.. إلى قرار، وإرادة، ورؤية.. وأقسم بالله.. أننا كإعلاميين أمام فرصة تاريخية، للعب دور حقيقى فى إعادة خلق هذا الوطن، لا مجرد الحياة كردود أفعال، يفترض أننا نمتلك الوعى وخبراتنا، ونمتلك الحلم فما من إعلامى بلا حلم، ونمتلك الرؤية والقرار فبدونهما ما كنا لنستمر فى مهنةٍ كهذه، كل ما نحتاجه الآن هو الإرادة لنكون فاعلين.
نحن مثل القابعين فى «التحرير»
هؤلاء.. هم فى حاجةٍ إلى وطن.
ونحن أيضاً.

الخميس، 21 يوليو 2011 - 08:36

الخميس، 6 أغسطس 2009

ما فعله د.مجدى يعقوب.. فى العاشرة

فاطمة خير





فاطمة خير
ما فعله د.مجدى يعقوب.. فى العاشرة


بالتأكيد «النكد» هو الشعور الذى ينتاب أى مشاهد فى نهاية الأسبوع؛ لو أنه متابع يومى لبرامج التوك شو!
فماذا تتوقع لو أنك طالعت آخر الأسبوع إعلاناً عن حلقة لبرنامج يستضيف الطبيب المصرى العالمى د. مجدى يعقوب؟
طبعاً.. ستتوقع حواراً طويلاً يستغرق الحلقة بأكملها؛ لأن الضيف يستحق.
وبالطبع أيضاً.. فإن هذا ما حدث حين استضافت منى الشاذلى, مقدمة «العاشرة مساءً» الطبيب الكبير، لكن الجديد هنا أن إيقاع الحلقة جاء مختلفاً.

تتعمد «الشاذلى» أن تحجز لنفسها مكاناً فى مقعد النجومية؛ بأن تختار شخصية مهمة كل فترة لتجرى معها حواراً، تستعرض فيه قدرتها على المحاورة، والأهم: على اختيار الضيف المهم والنفاذ إليه.

بدأت الحلقة عن «يعقوب» وليس معه، حيث تم عرض تقرير عن حياته فى لندن، ثم آخر فى أسوان عن مركز القلب العالمى الذى أقامه هناك.
«الفخر» هو الشعور الوحيد الذى ينتاب المشاهد المصرى أمام شخصية فى مثل هذه القامة، لكن يوجد ما هو أهم.

يعنى إيه؟
ببساطة.. تتحفنا حلقات «التوك شو» يومياً بكل ما هو سيئ ومؤلم فى مصر، وما يسىء إليها، والمصرى لو أنه يتعرف على وطنه من خلال هذه البرامج، سيصاب حتماً بإحباط، أكبر من ذلك الذى يصيبه أثناء ممارسة حياته اليومية، أما المصرى الذى يعيش فى الخارج، فبالتأكيد سيقرر مع نهاية كل حلقة أنه لن يعود أبداً، وبالنسبة للإخوة العرب، الذين يطالعوننا من خلال هذه البرامج.. فحدث ولا حرج. وفى وسط هذا الزخم من السلبيات، عندما نقدم شخصية كالعبقرى د. مجدى يعقوب؛ فإننا نعيد لأنفسنا بعضاً من كرامة نستحقها، أو بمعنى آخر هو «رد اعتبار» للشخصية المصرية، لا تحبطه أحاديث من نوعية: أنه نجح لأنه عاش خارج مصر، لأنه فى النهاية قرر أن تكون خلاصة علمه ومجده لمصر.. وهذا هو المصرى الذى نسيناه والذى يستحق أن نعرفه وأن نقدمه لأبنائنا وللعالم.

لكن.. لماذا ننتظر حدثا ما، أو مناسبة لنقدم شخصيات مثل هذه؟، ولو أن برنامجاً مثل «العاشرة مساءً»، تفضل مقدمته أن تنفرد بحوارات مع شخصيات مصرية بهذا القدر، فلمَ لا يكون هذا هو منهج يقدمه البرنامج بشكل متعمد، مثلاً.. كما قرر أن يقدم فقرة ثابتة كـ«دور ع الناس»، فتصبح حلقاته فى حد ذاتها وثائق تساهم فى تسجيل تاريخ مصر.. بشكل ما.

ولمَ لا تحذو برامج أخرى هذا الحذو، ليصبح تقديم مصر التى نريد أن يراها العالم، متعمداً ومستهدفاً.. لا وليد اللحظة ولا أفكار فريق البرنامج؟، ولتكون شخصية رائعة كالطبيب العبقرى، قادرة على تحويل إحدى أمسيات «التوك شو» إلى منحة من البهجة والأمل.. والاطمئنان لكل مشاهد مصرى.

الخميس، 6 أغسطس 2009 - 21:30