‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوسف شاهين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوسف شاهين. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 30 يوليو 2010

التليفزيون العربى.. نحن هنا


فاطمة خير



فاطمة خير
التليفزيون العربى.. نحن هنا


نحن هنا..
والمصريين أهمه..
بالصوت العالى، بل بأعلى صوت، هكذا أعلنها المصريون دون ضجيج، حين بدأ بث قناة التليفزيون العربى.
«التليفزيون العربى».. هى الرد الطبيعى والمنطقى على كل من نسى أو تناسى الدور المصرى فى تأسيس الإعلام العربى، وفى تمهيد الطريق لكل ما يحدث فى عالم الإعلام الفضائى والأرضى الآن.

والأهم.. أنها محاولة قوية بلا اصطناع، لتذكيرنا بإمكانياتنا الحقيقية فى هذا المجال، فمن كان قادراً على الابتكار من العدم، هو بالضرورة قادر على التطوير والاستمرار.

أما الأحلى، فهو بالطبع.. منحنا هذه الفرصة العظيمة للاستمتاع، بالإنتاج الضخم والجميل والرائع، لرواد الإعلام ونجوم الفن والأدب، والذى لم نكن لنعرفه لولا هذه القناة.

أما بالنسبة للجيل الأصغر سناً، فهى خطوة مهمة، لتعريفهم بمصر، فى زمن تتقاذف فيه موجات الإعلام عقولهم وأفئدتهم، هو جيل لا يدين بالولاء الإعلامى سوى لمحطة يهواها، وللأسف تضيع الهوية المصرية ما بين قنوات مصرية هى نفسها بلا هوية واضحة لصناعها، وقنوات عربية لها أجندات تخصها.

مصر الوطن، والتاريخ، والإمكانيات، والإبداع، هى بالتحديد ما نحتاج للتأكيد عليه هذه الأيام أكثر من غيرها، فهى الفرصة الأخيرة للحاق بجيل «خرج من البيضة»، ولا نعرف إلى أين سيتجه.

«تثقيف تليفزيونى».. ربما يمكن أن نطلق عليه ذلك، أو بالأحرى هو «تثقيف وطنى»، ليس لأن المواطن المصرى سيتذكر (للأكبر سناً)، وسيعرف (للأصغر سناً)، بأن فى بلده روادا فى عصر قلت فيه النماذج الرائدة؛ بل أيضاً لأن المادة التليفزيونية المعروضة، هى نفسها «كنز» ثقافى لا يقدر بثمن، تخيلوا مثلاً أن الجيل الحالى، سيشاهد خطب جمال عبدالناصر، وحوارات فنية يجريها مذيعون ومذيعات مثقفون على أعلى قدر من الرقى، من أمثال سلوى حجازى، وأمانى ناشد، وليلى رستم، وطارق حبيب، وهمت مصطفى، وغيرهم، مع نجوم بقامة محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وحسين رياض، وسعاد حسنى، وتحية كاريوكا، وفاتن حمامة، وأن شباب هذه الأيام سيشاهدون أعمالاً على مستوى «الساقية»، للراحل عبدالمنعم الصاوى، و«المعطف» للمخرج حسين كمال أبيض، أو «نجم وسهرة» من تقديم يوسف شاهين، أو حلقة يستضيف فيها يوسف وهبى ويستضيف فيها نادية لطفى ومصطفى أمين، وأخرى تستضيف فيها نجوى إبراهيم صلاح جاهين وبليغ حمدى وأحمد فؤاد حسن!
ما كل هذا الجمال والرقى، ما كل هذه الهامات التى إذا ذكر البث التليفزيونى المصرى فى بداياته ذكرت!
هذه هى مصر التى يجب أن نستعيدها، ونعتز بها، ونروج لها.

الجمعة، 30 يوليو 2010 - 19:14

الأربعاء، 30 يوليو 2008

أرواح العبَارة تائهة على الشاشة..

فاطمة خير





فاطمة خير
أرواح العبَارة تائهة على الشاشة..


حدثان جللان اقتسما الشاشة ليلتها: رحيل المبدع "يوسف شاهين"، والحكم بالبراءة للمتهمين فى قضية "عبارة السلام". كانت السهرة دسمةً بالألم.. المصرى.

احتفت O t.v مطولاً برحيل المخرج الكبير، لتستكمل احتفاءها به والذى بدأته منذ عدة شهور بعد وقوعه فريسةً للمرض، بعرض سلسلة وثائقية من 12 حلقة تحمل اسم "رحلة شاهين". وكان طبيعياً أن يكون حكم البراءة فى قضية "عبارة السلام " هو بطل السهرة، على "90 دقيقة " فى "المحور"، وكذلك فى "العاشرة مساءً" على "دريم".

لم تكن حلقة "العاشرة مساءً" ليلتها مؤثرة وحسب، كانت وثائقيةً أيضاً، "محمد حمودة" محامى صاحب العبارة، تحدث كثيراً، صال وجال، قال كل ما تتمناه نفسه، على خلفية تطمينات حكم البراءة، لم يتحدث "منتصر الزيات " أكثر منه، ولم تتدخل "منى الشاذلى" كثيراً فى الحوار، اكتفت بفض التداخل بين الضيفين إذا وقع، وبمحاولة الاستيضاح من المحامى، وإن لم تخف ـ متعمدة أو دون قصد ـ تعبيرات الاستياء وعدم التعاطف على وجهها، وهو ما لم تستطع الحفاظ عليه فى الليلة التالية، حيث استمر البرنامج فى مناقشة أصداء حكم البراءة.

كانت الحلقة توثيقية أكثر، استضافت "محمد عبد الحليم عيد" المصرى الذى فقد زوجته وأبناءه فى الحادث، و"علاء عبد المنعم" النائب المستقل فى مجلس الشعب، و"حمدى الطحان" رئيس لجنة تقصى الحقائق البرلمانية فى القضية، وبالطبع المحامى نفسه. لم تتمالك "منى" نفسها، وهى المحايدة قدر المستطاع، فلتت منها قدرتها على التحكم فى أعصابها، وطلبت الخروج إلى فاصل أكثر من مرة، لمحاولة السيطرة على النقاش المحتد، الذى كان من الصعب للغاية السيطرة عليه، خاصةً مع إصرار المحامى، على التحكم فى دفة الحوار، فى الوقت الذى هاجمه فيه بشدة الضيوف الثلاثة الباقون، هذا غير المكالمات التليفونية، والرسائل الإليكترونية، وكان أكبرها تأثيراً مكالمة المحامى "عصام سلطان".

ارتدت "الشاذلى" السواد ليلتين متتاليتين، سمحت لنفسها أن تكون طرفاً، فألمها لم يكن أقل من ألم باقى المصريين، حتى وهى تختتم حلقتها مطالبةً بمحاسبة كل من تسبب تقصيره فى متابعة مسئوليته فى غرق الضحايا. "الناس متنكدة" هكذا استطاعت ببساطة تلخيص شعور المشاهدين، وهى تحاول جاهدة أن تسيطر على حلقة استثنائية بكل المقاييس، حيث توثق لقضية "لا يعرف فيها القاتل من قاتله".

ليلة النطق بالحكم، اقتنصت قناة "الساعة" الفرصة، لتعرض "مقتطفات " من الفيلم التسجيلى "أرواح تائهة"، سيناريو وإخراج مذيعة قناة النيل للأخبار "ريهام إبراهيم"، ومن إنتاج القناة نفسها، والحائز على جوائز، ويدور حول كارثة "العبارة"، "المقتطفات" كانت أكثر من ذلك، فقد تم عرض أغلب الفيلم تقريباً، كان ذلك أقوى من أى كلام، الفيلم قال كل شىء : اللقاءات مع ثلاثة من الناجين، والمؤثرات الصوتية، الأغنية المهداة من "محمد منير"، كلمات "صلاح جاهين" وألحان" وجيه عزيز"، توزيع " رومان بونكا"، والموسيقى التصويرية المهداة من "نصير شمة"، وتوقيت العرض الليلى، كل ذلك منح جواً من الرهبة.. والألم.

توظيف المخرجة للـ"سيمى دراما"، واستخدامها للتسجيل الصوتى فى الصندوق الأسود أضاف بعداً حقيقياً إلى الشاشة، ونقل الخوف والبرودة إلى المشاهد فى منزله. الفيلم الذى وثق ألمنا سيعيش كثيراً، أطول حتى من ذكرى الكارثة.. التى ستمر كغيرها، ستتقاذفه المحطات، وسيتذكره واضعو خطط البرامج كلما حلت الذكرى، سيوثق ألمنا ويمنحه الخلود.

أرواح الضحايا.. لا تزال تائهة، لن تعرف الراحة قريباً، هذا إن عرفتها، لن ينساها من شاهد "العاشرة" أو "الساعة"، الأرواح التى تبحث عن خلاصها بالحق المهضوم، ستطل علينا كثيراً من خلال الشاشة، ستؤنبنا إلى أن نمنحها الراحة.

الأربعاء، 30 يوليو 2008 - 00:00