‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطائفية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطائفية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 22 سبتمبر 2011

الوحدة المصرية!





فاطمة خير
الوحدة المصرية!


يا للهول.. أتى زمن نتحدث فيه عن «الوحدة المصرية»!، بالرجوع إلى تعليقات القراء الأفاضل على مقال العدد الماضى «يفضل المسيحيون»، كانت النتيجة الوحيدة التى خرجت بها أن هذه «الوحدة» هى أكثر ما نحتاجه الآن.. للأسف!
وبرغم أن الهدف الأساسى من المقال- كما كان واضحاً- هو انتقاد عدم قيام الإعلام المصرى بدوره فى محاربة وحش الطائفية الجاثم على أرواحنا، ونتجاهله جميعاً مدعين أنه غير موجود، ولأن الإعلان فى جريدة عن شقة للبيع يفضل صاحبها أن يكون المشترى مسيحى الديانة (والنقد هنا لاشتراط ديانة، وليس لأن المطلوب مسيحى)، إلا أن انحراف التعليقات عن ذلك، وخوض أغلبها فى لومى (سواء من مسلمين أو مسيحيين) لأننى انتقدت اشتراط البيع لمسيحى.. أذهلنى، وصدمنى أكثر كم المعلومات المهولة الواردة فى التعليقات حول أماكن عمل تم تحديدها بالاسم تشترط ديانة محددة فى المطلوب لشغل الوظيفة!
وأعترف للمرة الأولى.. أن حزنى وألمى من هذه المعلومات، ومن سياق الاشتباك بين القراء والموضوع، كان أكبر من غضبى حين قرأت الإعلان، فلقد أدركت لحظة قراءة التعليقات المتزايدة، بأن الهوة تتسع بيننا جميعاً على أساسٍ طائفى، نعم.. على أساسٍ طائفى، وأى محاولة لتزييف ذلك هى خيانة للوطن، الوطن الذى نحتمى فى عزه جميعاً ولا ندرك قيمته، فلو أننا نعرفها ما هاجمنا بعضنا ولا عايرنا أنفسنا بأن هذا المطعم يوظف المسلمين فقط، وهذه الشركة توظف المسيحيين فقط، لو أننا ندرك خطورة ما يجرى لوقفنا أمام الطوفان، وما تركنا الأمور تتصاعد هكذا، لتنفجر فى وجوهنا من آنٍ لآخر، حتى تأتى اللحظة التى لن ينفع فيها الندم، حين يجلس من يستطيع النفاذ بعمره متحسراً قائلاً «كان لى وطن اسمه مصر».

ياسادة.. أيها القراء الأفاضل، لو أن أياً منكم / منا، غَيرَ ما لا يرضاه، لنهض مجتمعنا إلى الأفضل، والتغيير هنا لا يعنى العنف، بل الحوار والنقاش والجدل، ورفض الأوضاع الخاطئة، والتأكيد على هويتنا الوطنية ووحدة مجتمعنا، إما هذا، وإما أن نرى التعليقات وقد صارت رشاشات ورصاصات تصيبنا جميعاً وأعزاءنا فى مقتل.

اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

الخميس، 22 سبتمبر 2011 - 11:15

الخميس، 5 فبراير 2009

أخويا فى السرير الأبيض..

فاطمة خير





فاطمة خير
أخويا فى السرير الأبيض..


فى منتهى الرقة، تقف الفتيات الصغيرات بأصواتهن العذبة ، يغنين برقى شديد “يا أخويا فى السرير الأبيض ...إلخ” ، ويستمر الإعلان الذى ينتمى إلى حملة الدعاية التليفزيونية الضخمة لمستشفى سرطان الأطفال، بنعومة تناسب أنغام التراتيل الكنسية، التى يشبهها لحن هذا الإعلان.

الإعلان يذاع فى المناسبات الدينية للأقباط، بالطبع تذاع إعلانات مستشفى الأطفال طوال العام، لكن منذ العام الماضى بدأ تقليد يتمثل فى إذاعة إعلانات أبطالها رجال دين مسيحيون فى المناسبات المسيحية، ورجال دين مسلمون فى المناسبات الدينية، ثم جاء الإعلان الذى تغنى فيه الفتيات أغنية “ يا أخويا فى السرير الأبيض .. أنا هاجيلك وأغنيلك ... إلخ “ ، الذى أذيع للمرة الثانية هذا الشهر، وليس من الصعب أبداً أن يكتشف المشاهد أن هؤلاء الفتيات هن عضوات فى فريق كورال كنسى .

هذا الأسبوع الإعلان أبطاله هم من رجال الشرطة، طبعاً بمناسبة الاحتفال بأعياد الشرطة، وهكذا يستمر نسق إذاعة الإعلانات طبقاً لمناسبات قائمة، وبشكل عام يبدو الهدف من هذاـ غير الإعلان عن المستشفى لجمع التبرعات ـ هو إشعار الأطفال مرضى السرطان بأن كل فئات المجتمع تهتم بهم، لكن كما هو معروف فإن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وكم من هذه النوايا يحيد بالأهداف بعيداً عن نوايا أصحابها ، وتنظيم بث هذه الإعلانات وفقاً لنسق يتماشى مع المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية ، لا يشبه إذاعتها وفقاً لمناسبات أخرى، مثل أعياد الشرطة مثلاً ، أو فوز المنتخب القومى ببطولة لكرة القدم، لإن البث انطلاقاً من بعدٍٍٍ دينى، يعطى صبغة طائفية للإعلان، أطفال السرطان ـ والجميع ـ فى أمس الحاجة للابتعاد عنها !

الهدف من إظهار التكاتف الوطنى أمام وحش السرطان ، لا يتأتى بشيخ يزور طفلاً مسيحياً ، ولا قس يزور مريضاً مسلماً ، وكأن على رأس مجتمعنا “بطحة” طائفية يريد أن ينكرها ، والقول بأن المشروع العملاق للمستشفى يمثل صرحاً للوحدة الوطنية ، لا يتحقق أبداً بهذا الأسلوب ؛ على العكس ، ما يبدو هو التذكير الدائم بأن مجتمعنا يضم فئتين اثنتين .. حتى ولو اتفقوا على ما فيه الخير .

الخميس، 5 فبراير 2009 - 23:37