‏إظهار الرسائل ذات التسميات أنفلونزا الخنازير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أنفلونزا الخنازير. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 7 أكتوبر 2010

on airتعليم

فاطمة خير




فاطمة خير
تعليم on air


لو أن «لكل وقت أذانه»، فليس أنسب من هذا التوقيت كى نناقش كيف يمكن أن يصبح لدينا تعليم on air!

فبما أن جدلا واسعاً، وحراكاً حقيقياً، وتغيرات «راديكالية»، تجرى على أنظمة التعليم فى مصر النظام الأقدم فى تاريخ الدولة المصرية المعاصرة، فلم لا نوسع نطاقات نقاشاتنا، لتتحمل بأفكار جديدة تماماً، تتماشى مع روح العصر، وتلبى احتياجتنا التعليمية، بما يؤدى إلى تنشئة أجيال تلبى احتياجات سوق العمل المصرى، وتكون مطلوبة فى سوق العمل العربى والعالمى، ولا تثقل فى الوقت نفسه كاهل الأسر المصرية، التى تعانى، أغلبها، ما لا يمكن وصفه لأجل تعليم أولادها، وقرر الباقى التخلى عن فكرة التعليم من أساسها.

أنشأت الدولة قنواتها التعليمية لأجل المساهمة فى التخفيف على الأسر، وتم زيادة عدد هذه القنوات وزيادة فترات بثها مع الوقت، خاصةً مع أزمة أنفلونزا الخنازير الشهيرة، ويدور الحديث الآن عن تفعيل أكثر لهذه القنوات، لكن وبصراحة.. ما فائدة أى قناة تليفزيونية لو لم تكن جذابة؟! القناة التليفزيونية التعليمية، هى أولاً قناة تليفزيونية، تهدف إلى المشاركة فى العملية التعليمية، ولأن «العملية التعليمية» تستهدف الأطفال والمراهقين، فالجاذبية أولاً، هكذا يجب أن يكون الشعار!

لا معنى أبداً لأستاذ قدير يشرح لطلابه بشكل ممل، أو لمدرس أول لغة إنجليزية لا يقنع الطلاب/ المشاهدين بطريقة نطقه للغة الأجنبية، نحن فى حاجة ماسة إلى إسباغ الجاذبية على هذه القنوات شديدة الأهمية، وتفعيلها بأقصى آلية ممكنة، كى تكون شريكا أساسيا فى العملية التعليمية، فلمَ لا يكون لدينا آلية للحصول على الشهادات الدراسية (جميعها) عن طريق المتابعة التليفزيونية، ثم التقدم للامتحانات العامة؟ كما هو الحال مع بعض الشهادات الأجنبية فى مصر، صحيح هى لا تتبع الأنظمة التعليمية الرسمية، وهى شهادات تمنح على درجات لإجادة اللغة الأجنبية باعتبارها لغة أجنبية لمتحدث مصرى، لكنها فاعلة، ومعترف بها فى الخارج، ولا تتطلب أكثر من حضور امتحان معتمد من هيئة تعليمية رسمية فى الخارج، ودفع الرسوم المقررة.

لمَ لا يجرى ذلك فى كل الشهادات التعليمية؟ هو أقرب لنظام الانتساب، ولا يكلف الدولة شيئاً، سوى تفعيل ذلك عن طريق القنوات التعليمية، الموجودة بالفعل، لكنها يجب أن تكون حينها أكثر جاذبية وتفاعلية، صحيح أن هذا النظام لن يناسب الجميع، لكنه سيناسب البعض، فلا وجود لأى نظام فى العالم يناسب الجميع.. أصلاً!

حينها ستكون القنوات التعليمية اسماً على مسمى، ولوجودها مغزى، وسيسهل ذلك الحياة على الكثيرين فى أرض مصر المحروسة، وسنكون قد استغللنا إمكانياتنا بشكلٍ أمثل وحقيقى.. ونقابل به ربنا.

نحن نبخس المتلقى المصرى حقه كثيراً، حين نعتقد أن نظاماً مثل هذا لن يجدى معه، وسنهدر طاقات لو أنه تم تفعيلها على الوجه الأمثل، فستغير شكل المستقبل لمصر وجميع المصريين.

الخميس، 7 أكتوبر 2010 - 20:04

الخميس، 30 يوليو 2009

حكاياتنا.. وحكاياتهم

فاطمة خير



فاطمة خير
حكاياتنا.. وحكاياتهم


أن نحكى ونحكى.. موهبة ورثناها عن أجدادنا العرب، أو.. ابتلينا بها.
فى الأسبوعين الماضيين، راقت برامج «التوك شو» كثيراً، مسألة إلغاء أو تأجيل موسمى الحج والعمرة؛ كتبعة لانتشار وباء أنفلونزا الخنازير، وطبعاً لأن الموضوع مهم وملح.. ومثير، كان الطبيعى أن «تطعم» به البرامج فقراتها، ثقةً منها بأنه مادةً لجدل لن ينتهى.

من أكثر هذه الفقرات وضوحاً، ما قدمه برنامج «90 دقيقة»، حين استضاف د.«ملكة زرار» الداعية الإسلامية، و«أشرف شيحة» صاحب إحدى الشركات السياحية، ود. «عبدالهادى مصباح» استشارى المناعة، كممثلين للأطراف الثلاثة المهتمين بالموضوع، وهو ما عكس فى الحقيقة أيضاً المواقف السائدة لدى رجال الدين، وكذا أصحاب الشركات السياحية، وأيضا المتخصصون فى الصحة.

للأسف.. المتابع لنوعية الحوار الدائر يعرف أنه استغرق أكثر مما يجب بكثير، صحيح الموضوع مهم، لكنه فى النهاية لم يقدم سوى وجهات نظر شبه موحدة، وإن عكست شيئا، فهى تعكس رؤية محدودة وقاصرة لقضية خطيرة، ولأن الحوار يدور على شاشات الفضائيات التى تقدمنا للعالم، هنا يمكن أن نتصور بسهولة كيف يرانا العالم؟ وما الصورة التى يكونها عنا، أو التى نرسمها نحن فى أعينه بمعنى أصح.

فى الوقت الذى تأخذ فيه هذه القضية المساحة الأكبر من الاهتمام الإعلامى، نجد العالم يقف على الجانب الآخر، باحثاً عن حلول لمشاكله، ليس فى تحديده للمشكلة وحسب؛ وإنما فى أسلوب المعالجة الإعلامية أيضاً. ففى ذات الأسبوع، الذى تصاعدت فيه حمى الحوار حول «هل نلغى الموسم أم لا؟»، بدون أى معالجة «فى الصميم» تقدم حلولاً محددة حيث حاول الجميع الالتفاف حول إبداء رأى يريح ضميره؛ تلافياً للصدامات، أو خوفاً من التحمل بذنوب قدمت الإعلامية الأمريكية «أوبرا وينفرى» فى برنامجها الأكثر شهرة «أوبرا شو»، حلقات أسبوع كامل حول موضوع واحد، وهو: كيفية تعامل الأشخاص مع تبعات الأزمة المالية العالمية، استضافت «وينفرى» خبيرة مالية لتقديم الاستشارات العملية جداً للمشاهدين، على مدار أسبوع كامل، حصل المشاهدون الأمريكيون على نصائح مالية مجانية، عملية وغير نظرية، تم اختيار نماذج لمشكلات حقيقية، وتقديم الحلول لها، وهى نماذج مثلت كل أنواع المشكلات التى تقابل الأمريكيين (بكل شرائحهم) بسبب الأزمة، هذا هو ما يقدمه برنامج «توك شو» أمريكى لمشاهديه: الصراحة فى التعامل مع الواقع وتحديد المشكلات والحلول التى تناسب الجميع.

أما عندنا فـ«لف ودوران» حول المشكلة، ولا محاولة حقيقية لحلها، بل الأسوأ: عرف العالم كيف نفكر، فنحن فى التوجه العام مع الموت فى سبيل الحج أو العمرة على اعتبار أنه موت فى سبيل الله، وأنه مقدر ومكتوب، وأن من دخل الحرم فهو آمن لن يصيبه مرض، كل هذا ولا نزال نغضب حين يندهش الغرب من رفضنا لمقتل مسلمة بسبب حجابها، وعدم تفسيرنا له على أنه «مقدر ومكتوب»!


الخميس، 30 يوليو 2009 - 19:51