الثلاثاء، 26 مارس 2013

عن اللئام وإهانة النساء فى عهد الإخوان


الثلاثاء، 19 مارس 2013 - 12:31

«إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، صدقت يا حبيبى يا رسول الله، صدقت يا من يعرف قدر النساء، كما أكرمهن رب العزة، صدقت يا من حملت الإسلام إلينا شفيعاً ونذيراً ورحمةً للعالمين، ما قدروها حق قدرها، ولا عرفوا الرحمة بعدك، ولا ارتضوا سنتك نبراساً.

أخجل أن أقول إن من يحكمون مصر الآن ينتسبون للإسلام، فهم حقاً «لا إخوان ولا مسلمين»، يمكن الحديث عن العنف ضد النساء، باعتباره واقعاً لابد أن يتغير، ويمكن اعتبار احتقار النساء هو أحد علامات انحطاط المجتمع، ويمكن محاربة التحرش الجنسى لأنه سبة فى جبين المصريين، أما ضرب النساء على الوجه، فهو قلة أدب وانعدام تربية وأكثر من هذا لكن لن أقول سأترك التكملة لكم.

أفٍ وألف أف، ألهذا المستوى وصلنا؟!، نحن فى شهر النساء يا سادة، والله العظيم شهر النساء، شهر واحد فى السنة نحتفى بأنفسنا مرة فى يوم المرأة العالمى، وأُخرى فى يوم المرأة المصرية، وثالثة فى عيد الأم، لا أعرف الصدفة فى تجميع كل هذهِ الأيام فى شهر واحد، طب ليه مش كل يوم فى شهر يمكن نفرح 3 مرات فى السنة!، لكنه حظ النساء فى هذهِ البلاد: يخدمن الجميع طوال السنة، ولا يتم الاحتفاء بهن سوى فى شهرٍ واحد، وحتى هذا الشهر تنقلب أعياده إلى «نكد»، ليه يا ربى.. ليه؟!.

أود أن أحكى كثيراً، ربما يرتاح القلب، لكننى عاجزة فالألم أكبر من قدرة الكلام، و«المرار طافح»، فماذا يفعل الكلام فى بلدٍ يضرب فيه الرجالُ النساء؟!، فى بلدٍ تهان فيه النساء بألف طريقة؟، فى بلدٍ لا يخجل فيه رجل أن يرفع يده على امرأة!.

أنا خجلانة حتى الموت، وقرفانة حتى العدم، لست قادرة على استيعاب ما يجرى، هذهِ المساحة كانت لابد أن تخصص لحديثٍ عن عيد الأم، عن أمى وحبى لها، عن طفليا وحبهما لى، عن عبقرية الأمومة، ونعمة وجود النساء على الأرض، كيف لها أن تتحول إلى مساحةٍ من النواح، بسبب النساء اللاتى يضربن فى الشوارع؟!.

رجلٌ يصفع امرأة!، مانشيت ملائم ليوم المرأة المصرية!، لعناوين الصفحة الأولى فى صحف العالم، فى نشرات الأخبار وفى فيديوهات اليوتيوب، لكننى سأرفضه كميراث أقدمه لابنتى، لن أورثها وطناً تهان فيه النساء، لن أعلمها أن تسامح رجالاً يصفعون النساء، لن أخبرها أن مصر وطن لا يليق بها، سأتركه كما يليق بابنتى، امرأةً كاملة الإنسانية، تحيا بكرامة فى مجتمعٍ يحترمها، سأورث ابنتى وطناً يصلح للنساء.. ولو كره «الإخوان».

«سأورث ابنتى وطناً يصلح للنساء».. ولو كره «الإخوان».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق