الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

عن الديةِ يتحدثون.. طب وضنايا؟!


                                                            فاطمة خير

فاطمة خير
عن الديةِ يتحدثون.. طب وضنايا؟!


نُقطةً
نُقطةً
نُقطة
تصفى دمهُ على شريطِ القطار
..........................
نُقطةً
نُقطةً
نُقطة
تَشَكّلَ نُطفَةً فى رحمى، ثم علقةً، ثم مُضغَةً، ثم جعلها الله عظاماً، وكساها لحماً، فى رحمى أنا، أنشأه بعدها خلقاً آخر.. فخرج منى بشراً، إنساناً، وصار له اسماً!.
يقولون إن ثمن كل ذلك هو خمسة آلاف جنيه!، وآخرون يقولون: لا، فالدية الشرعية أكبر من ذلك بكثير، يقولون إنها تساوى مائة ناقة، منها أربعون عشارًا!، ومائة ناقة تساوى حوالى مليون جنيه!، ياااه.. رقم أكبر من قدرتى على عد أصفاره، مليون طعنة فى قلبى يا ابنى، مليون طعنة وعصرة قلب وغصة حلق، مليون موتة فى اليوم دونك.
مليون جنيه ع الراس، لو أن لى ثلاثةً ثريةً سأصبح، لكن لمن؟!، آهٍ يا ولدى، مليون طعنة فى القلب ومائة ناقة فى خزائنهم لست فى حاجةٍ إليها، أنا أريد لحمى ودمى، مضغتى التى أصبحت بشراً سوياً.
تضج السماء بأصوات ضحكاتهم ومحرومةٌ أنا، تفرح الملائكة بأحضانهم وأُحرَمُ أنا، يلعبون ويمرحون فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت، يلقون بنظراتهم إلىّ ومحرومةٌ أنا.
يا الله.. لا يرضيك هذا.. لا يرضيك. أن أقبل بالقضاء، وأرتضى حكم القدر، فأنا أمَتُك الطائعة، لكنه حكم البشر، حتى الاعتذار لم أسمعه منهم، وقالوا خمسة آلاف جنيه!، لا.. قال بعضهم مائة ناقة، مائة ناقة بدلاً عن ولدى.. آهٍ يا ولدى.
بقوانينهم هم، جعلوك محور حياتى، حتى قبل أن تولد، جعلوك كل عمرى، أخذوك منى يا عمرى، فكيف أعيش؟ ولمن ؟ ولماذا؟.
يقول الرجال من أهلك إنهم لن يأخذوا عزاءك
ويقول المسؤولون فى حكومتك إنهم لن يتوانوا عن معاقبة المقصرين
ويقول قلبى.. راح وخد معاه الروح
بأى حقٍ سُلِبتَ منى؟ بفسادٍ ليس على أن أقبله، وهروبٍ من المسؤولية لن تكون أنت ضحيته الأولى، وتخاذلٍ ليس إلا صورةً أُخرى لتواطئهم على سرقة وطن، ليس علىّ أن أرضى بهذا، ولن أقبله ولو كان الثمن عمرى، هم مسبقًا سلبونى إياه، أنا لى الحق كل الحق أن أرفض، أن أعترض، أن أجلب حقك وحقى، أنا مواطنة يحق لى على الدولة أن تحمى أمومتى، وتحمى أبنائى/مواطنيها، أنا لست مجرد إنسانة ثكلى، لا أريد شفقتكم ولا أستحقها إن كنت أستسلم وأترك حقى وابنى للضياع، لا أحتاج إحسانكم: مواطنتى هى ما احتاجها، ليست منّةً منكم ولا من أحد، فأنا مواطنة مصرية وإنسانة فى عالم تحكمه مواثيق أعرق من نظرات العطف فى أعينكم، وأصدق من دموع «الحزن» وراء نظاراتكم الزجاجية.
..........................
نُقطةً
نُقطةً
نُقطة
تصفى دمهُ على شريطِ القطار
يأخذون عمرى يا عمرى، يأخذونك منى يا عمرى، حقى فى امتلاكك للأبد، وفى احتضانك لآخر عمرى.
أموالكم لكم.. فى وجوهكم ألقيها.. أنا عايزة ضنايا.. عايزة ضنايا.
إمضاء: أم مصرية

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 - 12:08

هناك تعليقان (2):

  1. انتى عظيمة يا فاطمة هانم

    ردحذف
  2. أشكرك عماد على الاهتمام وأتمنى لك التوفيق

    ردحذف