الثلاثاء، 26 مارس 2013

وفاء خليفة.. تحلم بجنازة من عمر مكرم


الثلاثاء، 19 فبراير 2013 - 13:52

أعطونى بعضا من وقتكم، وسامحونى فسأشرككم فى كثيرٍ من ألم، ولتسمعوا الحكاية:

ترقد الطبيبة «وفاء خليفة» فى معهد ناصر، غرفة رقم 521، بالدور الخامس، قسم الأورام 5C.. د. وفاء من مصابى الثورة، بدأت حكايتها مع الإصابة، فى يوم 20 نوفمبر 2011، كانت تساعد المصابين فى المستشفى الميدانى، وتحمل الشهداء إليه، كعادتها منذ بداية الثورة، فى ذلك اليوم أصابت ظهرها قنبلة غاز، أوقعتها على الرصيف، وتسببت فى إصابة عمودها الفقرى إصابة بالغة، وانكسرت الفقرتين الخامسة والتاسعة، تلك كانت الإصابة الأولى، أما الثانية التى تسببت فيها قنبلة تالية، فتسببت فى تقوس العمود الفقرى من أسفل.. تم نقلها إلى مستشفى القبة العسكرى، حيث تم اكتشاف إصابتها بتليف فى الرئة بسبب الغاز، لكن تم إبلاغها بتحسن حالتها، وطلب منها الخروج.

الطبيبة الشابة بدأت تعانى من آلام مبرحة فى الظهر، و اتضح أن «الفتحات» الناتجة عن الإصابات فى عمودها الفقرى، نتج عنها مضاعفات، وأن السائل الموجود فى الغضروف جف، وكون خلايا سرطانية.

لم تعد د. وفاء تشعر أو تتحكم فى نصفها الأسفل، وبعد المتابعة الطبية أخبروها أنها تحتاج لعملية جراحية، لكن الدور لن يصيبها قبل تسعة شهور، عدم المتابعة السليمة تسبب فى إصابة د. وفاء بشلل فى شهر يوليو الماضى، لكنها خضعت لجراحة استطاعت السير مجددا بعدها.

د. وفاء تواجدت فى قصر العينى الفرنساوى قبل العيد الكبير الماضى، وتعرضت للضرب ضمن مجموعة من مصابى الثورة، وكان نصيبها ضلعاً مكسوراً، والطرد أيضاً.

كان نصيب المسكينة بعدها وهى الآن مصابة بالآتى: حزام نارى، وبكتيريا فى الدم، وصلت نسبة السرطان إلى %35، تبول لا إرادى، بوادر شلل.

ما تحصل عليه د. وفاء من العلاج الآن فى أغلبه مسكنات، وصندوق رعاية المصابين لا يعتبرها من مصابى الثورة، لأنها مريضة سرطان، فى حين أنها تحتاج إلى علاج كيماوى، وعلاج مخ وأعصاب، وعلاج عظام.

أما عن د. وفاء خليفة فهى تبلغ من العمر 43 عامًا، وحاصلة على الدكتوراه فى «علوم البحار وجراحات الأعماق»، يتيح لها تخصصها إجراء عمليات جراحية تحت المياه، وذلك فى حالة هجوم أسماك القرش على الغواصين فى البعثات البحرية.

الوصية الوحيدة لوفاء قالت فيها: «لو جرى لى حاجة نفسى أطلع من عمر مكرم وأندفن جنب الشهداء».

خلصت الحكاية، التى وصلت عن طريق رسالة على الفيس بوك، وأتمنى ألا تنتهى معها حكاية د. وفاء خليفة، فهى واحدة ممن يمنحن بنات هذا الوطن فرصة الفخر كونهن مصريات.

تحتاج وفاء لكثيرٍ من اسمها، وبعضٍ مما قدمته؛ فما فعلته لا يمكن أن يقدر بثمن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق