‏إظهار الرسائل ذات التسميات غزة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات غزة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 يوليو 2009

نضال حماس بالحجاب!

فاطمة خير


فاطمة خير
نضال حماس بالحجاب!


منذ سنوات قابلت صديقة قديمة، فى الحقيقة أنا لم أعرفها، هى التى نادتنى باسمى، وقفتُ أمامها محاولةً التذكر لأدرك أنها هى: تغيرت كثيراً، صحيح أنها أكبر منى سناً، وصحيح أن أعواماً مرت لم نكن نتبادل سوى الاتصالات الهاتفية (قبل عصر الفيس بوك) لكنها لم تخبرنى أبداً أنها ارتدت الحجاب!

ذهولى ما بين زيارتها المفاجئة، راح يتضاءل أمام ذهولى بارتدائها حجاباً أعرف جيداً أنه على غير قناعة، فهى الفنانة التى اختارت لحياتها نهجاً مختلفاً عما أراد الأهل أن يرسموه لها، فلسطينية اختارت النضال على طريقتها، واعتبرت أن سلاحى الفن والثقافة هما السبيل للحفاظ على الهوية الفلسطينية، "شعلة نشاط" هو أقل ما كانت توصف به فى هذا الإطار، أخرت زواجها كثيراً على غير عادة أهلها، وسافرت إلى غزة ضمن من اختاروا السفر إليها بعد "غزة" "أريحا"، وبرغم أن وضعها القانونى كان يتيح لها البقاء فى مصر- التى تعشقها حتى النخاع- إلا أنها اختارت أن تبدأ هناك من جديد ولو على أطراف وطن.

"إنتى اتحجبتى" كان رد فعلى، "غزة بقى.." كان ردها، جلسنا سوياً نتحدث كثيرًا، أخبرتنى بأنها اعتقدت بأن زيارتها المفاجأة ستسعدنى كثيراً، وأن الحجاب ما هو إلا أمر لتسيير شئون الحياة فى غزة ذات الطبيعة الصعبة.

لم أستطع أن أنكر علاقةً تولدت فى ذهنى ما بين حجابها والبريق الذى انطفأ فى عينيها، فهما الشيئان الوحيدان اللذان تغيرا فيها.

لم تفارق صورتها مخيلتى كلما جاء الحديث عن حياة النساء فى غزة، ما اعتبرته نوعاً من فرض قيود اجتماعية تكتسب شدتها من قسوة الحياة فى بيئةٍ ما، خاصةً مع الحزن المستمر الذى يخيم على القطاع المنكوب.

وعندما جاءت حماس إلى حكم القطاع، هلل الكثيرون للديمقراطية مهما كان من تجلبه للحكم، ولأننى محددة فى رأيى تجاه خلط السياسة بالدين، لم أنخدع بالتهليل للديمقراطية (إن كانت تستحق أن توصف بذلك)، ويوماً بعد آخر، يتضح أن من يصل للحكم هو طامعٌ فيه لا أكثر، وبرغم كل قرارات حماس وخياراتها، التى قد تصنف تحت أسماء شتى، إلا أننى أتحدى أن يجد شخصٌ ما وصفا للقرار الغريب الذى اتخذه رئيس مجلس القضاء الأعلى فى حكومة حماس، بفرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات أمام محاكم قطاع غزة اعتبارا من مطلع سبتمبر المقبل!.

فليخبرنى عاقل، ما العلاقة بين فرض ارتداء جلباب وطقم أو بدلة ومنديل على الرأس، وبين أداء المحامية لعملها؟!.

من المعروف طبعاً، أن المحاميين والمحاميات يرتدون أزياء لائقة بوقوفهم أمام المحاكم، وإذا أضفنا لذلك أن هؤلاء يعيشون فى قطاع غزة المتزمت اجتماعياً من الأساس، يصبح أى حديث عن أنها محاولة لفرض مظهر محترم أمام هيئات المحاكم.. لا مكان له من الإعراب.

إنها العقلية ذاتها، التى تحكم المجتمعات التى تقمع مواطنيها باسم الإسلام، ومن أضعف من المرأة "كحيطة واطية" للبدء بقمعها، فشلت حماس فى حل مشاكل الفلسطينيين وترفض أن تتوصل لأى حلول فى الحوار الوطنى الفلسطينى لو أنه سيزيح أعضاءها عن كراسيهم ولو بضع سنتيميترات؛ لكنها تهتم بنشر الفضيلة عن طريق قمع النساء، تبحث عن أى شرعية تمنحها بريقاً بدأ يخفت بعدما جلبته من كوراث على شعبها، وغداً ليس ببعيد ستمنع عمل النساء، وستعتبر أن صوت المحامية أمام هيئة المحكمة عورة، وستجلس النساء فى بيوتهن خوفاً على مستقبل الوطن الفلسطينى!.

الأحد، 26 يوليو 2009 - 18:47

الجمعة، 20 فبراير 2009

ما لم تذعه قناة «الجزيرة»..

فاطمة خير


فاطمة خير
ما لم تذعه قناة «الجزيرة»..


فى فضاءٍ لا يخفى على أحد، لم يكن صعباً أن يشيع لقاء تليفزيونى، بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقاً «تسيبى ليفنى» وحاكم قطر. اللقاء أذاعته القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى، لكن السبق «للأسف» غاب عن شاشة «الجزيرة« القناة الخبرية الأولى لدى المشاهد العربى، ولم يمنعه ذلك أن يجد طريقه إلى فضاء الإعلام، عبر شاشة الإنترنت.

اللقاء التليفزيونى يظهر بوضوح استقبالا «حافلا» من الحاكم القطرى لليفنى، الحفاوة تعكس مدى الود المتبادل بين الطرفين، ولأن التسجيل لا يظهر تحديداً متى تم اللقاء ؛ إلا أنه يبدو بوضوح مدى حداثته، ما يعنى أنه تم إما قبل أزمة غزة الأخيرة، أو حينها أو بعدها!

«الحياد» الخبرى، يتطلب بالضرورة إذاعة لقاء مثل هذا، باعتبار أن شاشة «الجزيرة» هى شاشة لنقل الخبر بالأساس، وكان أجدر بها أن تنقل اللقاء باعتباره ليس خبراً وحسب، وإنما خبر شديد الأهمية، فى وقت كانت الأحداث تتجه فيه نحو التأزم فى غزة، فلا الخبر تم التعتيم عليه، ولا أنقذ ذلك ماء وجه «الجزيرة»، التى تعلن دوماً أنها تستهدف الخبر مهما كانت حدته، ومادام طالما يقع فى بلد عربى آخر غير «قطر».. بالطبع هذا ما لا تعلنه.

عندما أعلن العاملون فى الـBBC إضرابهم عن العمل، منذ أكثر من عام، كانت قنوات الـBBC، هى أول من أذاع الخبر، حتى لا يأتى من غريب! كان يمكن للجزيرة أن تفعل ذلك، لأنه لا عذر إعلاميا لديها لعدم فعله، فاللقاء تم على بعد أمتار من مقرها، وشاشات العالم مفتوحة، واللقاء لم يكن سرياً، صحيح أن مكانه يوحى بأن حاكم قطر هو من ذهب لزيارة «ليفنى»، ولم تذهب هى إليه فى مقره الرسمى، وصحيح أن إذاعة الخبر خاصة فى ذلك الوقت الحساس، كان سيثير التساؤلات حول ما إذا كان اللقاء تضمن ترتيبات تخص العدوان على غزة! أو أن اللقاء تم أثناء العدوان وهو أفظع التوقيتات! أو بعده.. فيما أعلنت قطر تجميد علاقاتها مع إسرائيل! وربما أن «تجميد» العلاقات نفسه هو ما أثار التخوفات بشأن فتح باب القيل والقال.. فلما لم يتم الإعلان عن قطعها!.. لكن ذلك كله لا يرفع المسئولية عن شاشة «الجزيرة».

الجمعة، 20 فبراير 2009 - 01:33

الخميس، 8 يناير 2009

تموت الحرة.. ولا تنسى إسرائيل!


فاطمة خير


فاطمة خير
تموت الحرة.. ولا تنسى إسرائيل!


وحدها قناة «الحرة» كانت تعرف ماذا تريد، حين كانت إسرائيل تذبح أهل غزة، لم تكن القناة تعمل بمنطق رد الفعل، كانت نفسها «فعلاً» يعرف إلى أين يتجه وكيف يتحرك.

القناة الأمريكية الناطقة بلسان عربى، لن تدهشنا بانحيازها إلى الخيارات الأمريكية، وسوى ذلك سذاجة بالطبع، لكن كيف اختارت القناة أن تساير الأحداث؟، عرضت بداية قصف غزة وثائقياً على مدى ليلتين، يتناول تجربة نظمها مناصرون أمريكيون للسلام بين العرب وإسرائيل، لكن كان لهم منهجهم الخاص، فقد قرروا أن يزرعوا بذور السلام بين أطفال بين الجانبين، ليثبتوا فرضية أن التعايش بينهما ممكن الفيلم الأول تضمن تجربة فريق كرة قدم من الذكور، يضم عربا وإسرائيليين، سيلعب الفريق فى مسابقة وعليه أن يصل إلى النهائيات، وقد افترض أصحاب التجربة، أن تكاتف أفراد الفريق للوصول إلى النهائيات سيخلق بينهم تلاحماً، يجعلهم قادرين على خلق صداقات ستستمر التجربة المثيرة ذات البداية النظرية، واجهت صعاباً فى التطبيق، ومع الوقت زالت بعض مساحات البغض بين الأطفال، لم يستجب الجميع بالدرجة نفسها للمؤثر العاطفى الذى خلقه التواجد فى فريق واحد، المهم..

جاء يوم المباراة وحقق الفريق نتائج جيدة، حتى أن بعض الأولاد من العرب والإسرائيليين احتضنوا بعضهم البعض، ولم يمنع ذلك بعضهم من تجنب التصافح، انتهت التجربة بنتيجة أرضت إلى حدٍ كبير أصحابها، ولكن الكاميرا التى عادت بعد عام، رصدت أن الصداقات التى خلقها اللعب فى فريق واحد لم تدم، لنتوصل إلى نتيجة أن التعايش ممكن لو أننا أخذنا الصغار بعيداً، لأن ما يعلمه لهم الأهل من الجانبين هو ما يدفعهم للكره المتبادل.

فى الليلة التالية، اختلفت التجربة قليلاً، حيث تمثلت فى صف دراسى واحد للبنات الصغيرات يضم فلسطينيات وإسرائيليات، بمعلمتين: فلسطينية وإسرائيلية، والتى أخذت زمام الأمور لتشرح للتلميذات أهمية التعايش المشترك، المعلمة العربية لم تتمالك نفسها فبكت وخرجت من الصف، لتنتقدها الإسرائيلية قائلة إن مثل هذا السلوك ما يمنع التعايش، فى النهاية تلتف التلميذات العربيات حول معلمتهن متعاطفات معها، ليثبتن أن هذا الجانب هو من يرفض التعايش.

لم تقدم «الحرة» برامج مبارزات كلامية حول من له الحق، ومن المعتدى، لم تخون، ولم تعلن تعاطفاً، لكنها بنعومة شديدة قالت ما تريده، سربته كالسم فى العسل: فلتترككم من كل هذا.. أنا أقدم لكم البديل دون صراخ.. فاسمعونى.

الخميس، 8 يناير 2009 - 22:20