‏إظهار الرسائل ذات التسميات انتخابات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات انتخابات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 19 أبريل 2012

ادينى عقل وارمينى فى البحر..

فاطمة خير








فاطمة خير
ادينى عقل وارمينى فى البحر..


أهلنا قالوا زمان «صاحب العقل يميز»، وأنا أقولها: «ادينى عقل وارمينى فى البحر»، فبما أن الله سبحانه وتعالى قد ميزنا بالعقل عن باقى المخلوقات، فماذا يتبقى إذن ليفرقنا عنها إن لم نستخدمه؟
انتخابات، ومناقشات، وجدل، وبرامج، أشياء نراها للمرة الأولى فى بلادنا، قوى تتصارع لأجل الوصول للكرسى، وأُخرى تحارب لأجل البقاء فى الشارع، زخم فى الأفكار، وتسارع فى الأحداث، ونحن وجدنا أنفسنا فى خضم كل ذلك، ما جاء أكبر من كل توقعاتنا فى السنين الماضية، فكلنا كان يعرف أن العام 2011 لن يمر مرور الكرام بسبب «مشروع التوريث» الخائب، مشروع خيانة مصر فى الألفية الثالثة .. ولا أقل من ذلك، فما الغريب إذن فى أن الأمواج عنيفة وعالية؟ ما المفاجئ فى أن التحول من موات وفساد السنوات السابقة هو تحول مؤلم حتى الرعب؟!، من قال إن البلدان تتغير من نظام حكم إلى آخر فى غمضة عين وبسهولة مرور السكين فى الزبد؟ ومن أوهمنا أن الأفضل يأتى بالتمنى وحسب؟ أما علمونا فى المدارس أنه «ما نيل المطالب بالتمنى .. ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا»؟
ما الغريب مثلاً فى سعى جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم، وتحايلها لأجل الوصول إليه بكل السبل؟!، أليست جماعة سياسية بالأساس لها أهداف تتبلور حول الحكم بما تراه «شرع الله»؟، ألم تخض صولات وجولات مع كل أنظمة الحكم فى مصر متسلحةً بالعمل السرى بما يضفيه من غموض على أصحابه وتعاطف معهم؟ ألم تستغل ذلك فى بناء إمبراطورية مالية لا يعلم أسرارها سوى الله.. وقادتها؟. ما المدهش فى رغبة السلفيين فى إقامة نظام حكم «إسلامى» من وجهة نظرهم على اعتبار أننا مجتمع كافر ارتد إلى الجاهلية؟!، حتى لو ارتبط ذلك بأموال لا أول لها ولا آخر نزلت عليهم كالمن والسلوى من السماء؟!. ما هو غير المعقول فى رغبة جماعات المصالح القديمة ذات اليد العليا أيام حكم الحزب الوطنى البائد فى العودة إلى الواجهة واقتناص فرصة الوثوب إلى السلطة مرة أُخرى برغم أن عقارب الزمن لا يمكن أن تعود إلى الوراء أبداً لأن ذلك ببساطة ضد قوانين الطبيعة وحركة التاريخ؟!. ما الجديد فى وجود إعلام يرقص على كل الحبال ومنتفعين يتلونون كالحرباء لأجل متاعٍ زائل لم يتعلموا الدرس من سابقيهم: ألا دائم إلا وجه الله؟! .
هى مصر العظيمة ما يدور الصراع حول حكمها، الكل طامع، والمصير لم يُحسَم بعد، هو صراع وجود: قوى ظلامية خرجت للمرة الأولى من قمقمها ولا تنتوى العودة سوى على جثث معارضيها، وقوى مشتتة حالمة تعتقد أن لها اليد القصيرة مع أن هذا غير صحيح، فهى الحرب المقدسة ولا جدال، فرصتنا الوحيدة للبقاء فى الوطن .. وفرصته الوحيدة للبقاء كوطن.
إخوتى فى الوطن، وزملائى فى رحلة التغيير الطويلة: ما اخترنا البدايات وما صنعناها، ولن يُقدر لنا أن نتنبأ بالنهايات لأنها فى علم الغيب، لكن المؤكد أن القادم سَيُكتَب بأيدينا، التاريخ لا يكتبه المنهزمون .. ولا الضعفاء، ولا مكان لنا فيه لو لم نكتبه بأيدينا، لا وقت للضعف ولا للبكاء على اللبن المسكوب، لو أننا ضعفاء لما بقينا حتى اللحظة وما بقيت مصر، مصر العظيمة تولد الآن من جديد، ولنا الشرف ولجيلنا كله إن نجونا بها من مخاض ولادة أليم، بإعمال العقل وحده، نعمة الله علينا، ونحن لها.
قديماً قال «أفلاطون»: «نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر».
لا أريد عمراً إن كنت سترمينى فى البحر، فالأعمار بيد الله، أريد عقلاً وامنحنى المساحة لاستخدامه فهو وحده «وعزيمتنا» قادر على أن يخرجنا من الظلمات إلى النور.

الخميس، 19 أبريل 2012 - 16:08

الخميس، 15 مارس 2012

رئيس «على مقاسه»

فاطمة خير







فاطمة خير
رئيس «على مقاسه»

كل واحد فينا بيحلم برئيس يعبر عن طموحاته.. طبيعى، حلم مشروع جداً، بل هو الحلم الطبيعى لأى مواطن فى العالم، لكن غير الطبيعى، أن يتعامل المواطن مع «الرئيس» على اعتباره «عمولة» أو «تفصيل»، رئيس يتواجد فى أحلام اليقظة أكثر من منطقية وجوده فى العالم الحقيقى.

من حق كلٍ منا أن يتصور المواصفات التى يريدها فى شخص من يحكمه، لكن غير المقبول هو أن يعتبر المواطن أن رحلة البحث عن رئيس للجمهورية هى نزهة، أو يعتبر المغامرون أنه ما المانع من المغامرة.. ويا صابت ويا خابت وخيرها فى غيرها، ومن غير المقبول بالضرورة أن تتعامل وسائل الإعلام مع معركة اختيار الرئيس على اعتبار أنها مادة لاستطلاعات الرأى لا أكثر، أو أنها مادة متجددة ومثيرة لبرامج الصباح والسهرة، فتضيع جدية القضية فى عبث الإعلام كما ضاع كثير غيرها.

المسألة تحتاج لجدية أكثر من ذلك، إن مناقشة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر، تقتضى الإخلاص الحقيقى فى المشاركة، وتقتضى النية السليمة لهذهِ المشاركة، وتقتضى قبل كل هذا الوعى بأهمية النقاش ومدى عمق تأثيره على مستقبل الشعب المصرى بأكمله، وكلنا مسؤولٌ فى هذا أمام نفسه وأبنائه ومجتمعه ومستقبله، ولن أقول ماضيه العظيم فنحن فى زمنٍ صار لا قيمة فيه للماضى ولا للعظمة، إلا عظمة المنصب «الزائل بضرورة الحال» وغرور السلطة «التى هى أيضاً إلى زوال»، والطمع فى المكاسب المزيفة.. للأسف، وكأن من ينعمون بكل هذا الآن لم يتعظوا من مصير قارون الذى لحق بأصحاب السلطة السابقين، الذين استبقاهم الله ومد فى أعمارهم ليكونوا عبرةً للحالمين بنعيمٍ مزيف زاده هو ظلم الشركاء فى الوطن، أو كأن شعبنا العظيم قد كُتِبَ عليه أن يدفع ثمن وصول المزيفين للسلطة وأن يكون كبش فداء لأطماعهم الغبية.

رئيس تفصيل على مقاس مزاج كل مواطن، هو أمر بكل تأكيد من المستحيلات، فما رضى قومٌ جميعهم عن من حكمهم أبداً فى أى بلد وعلى مدار التاريخ، المصلحة الوطنية المصرية هى أعلى ما نرجوه.. فما هو نصيبها يا ترى من كل المناقشات الدائرة الآن من مرشحين وهميين وعبثيين، إلى مرشحين يعلون مصالح جماعاتهم على مصلحة الوطن، مروراً بمرشحين لا يعرفون من الوطن أصلاً سوى القبيلة المحدودة ؟!.

ثم والأهم.. لو أن هذا هو مستوى النقاش حول انتخابات سيتم فيها اختيار رئيس مصر القادم، فما هو مآل نتائج هذهِ الانتخابات فى النهاية أصلاً؟، ما الذى ستسفر عنه نقاشات غير عميقة، وغير جادة، ومزيفة، واستعراضية، أمام شعب أصبح الجهل «للأسف الشديد» من صفاته اللصيقة؟، وإذا أضفنا إلى هذا غياب النضج السياسى لدى النخبة «المفترضة»، وقلة حيلة ذوى الرؤية «التائهين فى خضم الزيف والمزايدات»، تصبح المحصلة يا سادة أكثر من مؤلمة، فالنتيجة بالتأكيد ستكون هزلية.

شركائى فى الوطن.. لماذا لا يصحو كلٌ منا فى الصباح وهو يصدق أنه بنفسه وبجد .. سيختار رئيسه القادم، وهو ما كان حلماً أكثر جموحاً من أى خيال طوال تاريخ شعبنا العريق!، فلنتحل إذن ببعض المسؤولية أمام الاختيار التاريخى، لنتحل بالمسؤولية ولو لمرة واحدة أمام أنفسنا وبلدنا.. أمام ضعاف الحيلة بيننا وأمام غير الواعين منا، لنكن «نخبة» بحق، تدرك معنى الوطن وتدافع عنه كى يبقى منه ما يليق بأبنائنا، وما يسع وجودنا جميعاً، فالحياة فى الوطن يا سادة تستحق أكثر من النواح على اللبن المسكوب، تستحق أن نناضل لأجلها كى لا ينتهى بنا الحال كرماد تذروه الرياح.. مع بقايا ذكرى للوطن.


الخميس، 15 مارس 2012 - 15:59


الخميس، 27 أكتوبر 2011

لا مصر.. ولا يحزنون!

فاطمة خير





فاطمة خير
لا مصر.. ولا يحزنون!


لا تنتظروا كتابةً عن شاشاتٍ لن يقُدَرَ لكم أن تروها بعد حين!، فالكلام.. كل الكلام عن برامج أو أعمال درامية، هو من قبيل العبث؛ إن كنا بعد أقل من شهرين سنبدأ سلسلة التنازلات الجبرية عما نريد وعما نحب، لصالح العيش بسلامٍ فى ظل قوى تكره كل ما نحب!.

لو قُدِرَ لمن يحتقرون الفن، ويحرمون العمل به، أن يتولوا مقادير أمورنا، بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة، فما هى سوى شهور قليلة، حتى تصبح كل الشاشات التى نكتب عنها، والتى تشاهدونها.. مجرد ذكرى تحكون عنها لأحفادكم لا أكثر!، ستخبرونهم بأن يوماً كانت امرأة تظهر على الشاشة لتقدم برامج أو لتمثل فى مسلسل.. ولن يصدقوكم، وإن فعلوا، سيطلبون منكم الاستغفار فوراً لأنكم عشتم زمن المحرمات، فأحفادكم.. لن يكونوا حينها هؤلاء الذين فى تصوراتكم للمستقبل، سيكونون أبناء لزمنٍ آخر، يعرفون من المحرمات أكثر مما يعرفون من المباحات، فهم لن يعترفوا بأن الأصل فى الأشياء الإباحة، سيكون «الحرام» هو أكثر الكلمات التى تتردد على أسماعهم.. وسيصدقونها!

أبناؤكم وأحفادكم – لو أن المتسترين بالدين أصبحوا ولاة أمورنا – سيكونون أكثر قسوةً مما تتصورون، لن يعرفوا من الأصل كل ما تربينا عليه نحن فيصبحوا مثلنا، لن يعرفوا الموسيقى ليحبوها، ولن يشاهدوا السينما ليحلقوا فى عالمها، لن يعرف رجالهم شكل النساء، ولن تعرف نساؤهم من الرجال سوى أنهم صيادو جنس، لن يعرفوا حتى أنهم مصريون ؛ فإذا حكمنا من قال كبيرهم «طظ فى مصر»، من المنطقى أن لن تكون وقتها مصر.. ولا يحزنون!.

اعذرونى - من فضلكم – لو عجزت عن تنميق الكلام، أو بعث الأمل استناداً إلى أن الأفضل هو حتماً ما تقضى به المقادير، فالله يا سادة «لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم»، وما نصنعه اليوم لابد سنعيشه غداً، صدقونى لو استسلمنا لطيور الظلام، الغارقين فى ماض غير موجود سوى فى مخيلاتهم ؛ فمن الذى يتوهم أن الغد سيضيئه نور العدل والحق والحرية، «الحداية ما بترميش كتاكيت» هكذا علمنا تراثنا المصرى، الذى سيغدو فى سماءٍ تكسوها الخفافيش رجساً لن يحل لنا اجتراره لنتصبر به على أصعب الأيام.


الخميس، 27 أكتوبر 2011 - 16:16