‏إظهار الرسائل ذات التسميات أنثى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أنثى. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

أنثى حرة.. ليست للبيع

فاطمة خير






فاطمة خير
أنثى حرة.. ليست للبيع


أنثى وأفتخر.. ولو كره الكارهون، هؤلاء الراقدون تحت الأقدام، ينظرون للدنيا من تحت فحسب، يعتبرون أن عوارهم الإنسانى، وتشوههم الأخلاقى، هو محض تميز عن «البنى آدمين»، لا ينظرون فى المرايا فيرون حقيقتهم، ولا تضم قواميسهم معانى الجمال كما خلقها الله، الأنثى التى خلقها الله نعمةً للبشرية.. حاملة ذريتها، وراعية حضارتها، لا ينظرون لها إلا من تحت أثوابها.
أعرف أن هذا هو المجال الوحيد لأبصارهم، فأمثالهم لا يعرفون من الحياة سوى ذلك، لكن حتى فى هذا يا ليتهم يعلمون.
هم.. المهووسون بالجسد ولا يعرفونه.
هم الكارهون لأمهاتهم المحتقرين لهن.
هم اللاعنون لما أخرجت ظهورهم.
هم الجاهلون بلا ذوق.
هم التائهون عن النعيم.
هم الملعونون فى السماء والأرض.
لا يجوز أبدا أن نحاسبهم باعتبارهم الآخر الذى نختلف معه، فكل ما يليق هنا هو أن نتعامل معهم كما ستتعامل معنا البشرية، لو أننا صمتنا على ما يجرى من مهازل سنجعل العالم ينظر إلينا باحتقار يتلوه ازدراء ثم اعتزال للأبد، على أقل تقدير، احتقار كان من المفترض أن يكون «تقديرا» بعد ثورة أذهلت العالم برقيها، ثم لا تتمخض إلا عن تجار البشر، العارضين لحوم بناتهن للمرضى بالجنس، والساعين لتقنين الدعارة كما لا توجد فى أى من بلدان العالم «المتحضر».
والله.. والله الذى خلقنا إناثا كما يريدنا، لو أننا صمتنا على المناقشات الهزلية الدائرة الآن، التى تذهب أبعد كثيرا مما يفعل خيال أى مؤلف موهوب؛ لصرنا ذكرى لا وجود لها فى تاريخ قادم، ستتبقى منا «الإماء» بلا حقوق امتلكتها تلك «الإماء» فى الماضى، لا إماء سنكون ولا حتى سبايا.. ولا إناث بالأساس.
متعوا عيونكم، واستمعوا بآذانكم، ما يجرى الآن هو محض إعلان لما كان يسرى فى الخفاء.. كان هؤلاء يسيرون بيننا فى الشوارع، يعملون فى مدارسنا ويعلمون أولادنا، يمارسون الرقابة فى مطابعنا وإعلامنا، يلونون المستقبل بالأسود بكل يقين، ولم يكن ثمة من يكترث، هم الآن يخرجون من الجحور، يعلنون «التخلف» و«الشره» و«اضطرابات السلوك» عيانا بيانا، ذلك أن كثيرا من أمان شعروا به بعد أن ظنوا أن «الملعب» لهم، والمعركة الآن معركة وجود، لا رفاهية ولا ترف.. هى أن نكون أو لا نكون، كلنا فى مهب الريح.. السائرات فى الشوارع، والنائمات فى البيوت، والراقدات فى المهد، وأبناؤهن الذين سينبتون فى ظلم مقيم، كلنا فى الهم سواء.
أن تكون نساء مصر مواطنات لا سبايا، أن تكون بناتنا معززات مكرمات فى بيوت آبائهن، يتعلمن فى المدارس، وتزدان بهن قاعات الجامعات، يسرن فى الشوارع آمنات، لا تنتهك أجسادهن ولا براءتهن، لا يقفن عرايا فى سوق النخاسة لبطون منتفخة وقلوب خاوية.. هذا ما نريد.
يا الله.. أهكذا صرنا بعد كل تلك السنين، نبحث عن آدميتنا فحسب؟!، نحتمى ببعض أملٍ وعقلٍ محتمل، من البيع كجوار وتقطيع أجسادنا بالقانون؟!، أى لعنة! وأى عبث! لكنها الحقيقة.. فإما نكون أو لا نكون.
وتذكرن جيدا.. أنه لا حياة لمن تنادى، الحياة كل الحياة لمن يستحققنها وحدهن.


الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012 - 13:55


الخميس، 7 يونيو 2012

مرسى.. لا هاصدقك ولا هاستعجب!

فاطمة خير





فاطمة خير
مرسى.. لا هاصدقك ولا هاستعجب!


يقولون فى بلدنا الجميل «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب»، تعليقاً على الشخص الذى يقول ما لا يفعل، لكنه ببلاغته قادر على اقتناص تصديقك له، هو تصديق لا يدوم كثيراً أمام فطنة المصرى الذى لا يلبث أن يكتشف الحقيقة مما يراه بعينيه من أفعال الكاذب.

نعرف كلنا أن للانتخابات مستلزمات للدعاية، فرغبة الفوز فى الانتخابات تجعل المرشح يقدم من الوعود ما لا يستطيع الوفاء به، ربما لأنه لا يملكه، أو لأنه يتنافى مع قناعاته ومرجعيته، بمعنى آخر هو «كلام انتخابات يطلع عليه النهار يسيح»، وهكذا تماماً رأيت كل ما قاله المرشح الرئاسى محمد مرسى، فيما سُمىَ «مؤتمر الرموز النسائية المصرية.. دعوة للحوار».

ياه.. هل هكذا تفعل الانتخابات فى الناس؟، تجعلهم يتلونون إلى هذه الدرجة؟!، قل لى بالله عليك يا سيادة المرشح، كيف لى أن أصدق بأنك تمثل تياراً يحترم النساء، وأنك وجماعتك التى تدفع بك إلى حكم مصر تعتقد فعلاً كما جاء على لسانك أن «المرأة المصرية ليست جاهلة ولا يقل تمييزها عن أصحاب الرؤية والفكر، وأنا أستحى أن أقول إننى سأستجيب لمطالب المرأة، لأنها حقوق وليست مطالب، وتوجهى أن يكون أحد النواب امرأة، وبتكلم جد مش علشان الانتخابات». مش عشان الانتخابات؟ فعلاً.. لوجه الله؟، أخبرنى إذاً من أرسل قوافل جزاريه لتشوه أجساد فتيات مصر فى صعيدها، الذى سبق وحارب فيما مضى عادة الختان القبيحة، وحارب قوافل الظلام على غير ما توقع من أرسلوها؟، من يملك أغلبية فى برلمان تمخض فى معاركه الأولى عن حرب ضروس ضد نساء هذا الوطن؟ النساء اللاتى تخطب ودهن «أو أصواتهن بمعنى أصح» سيادة المرشح، بعد أن تركت برلماناً يدين بالطاعة لجماعتك يسعى لتزويج بناتهن فى سن الرابعة عشرة؟ طفلات يختطفن من أحضان أمهاتن ليبعن فى سوق النخاسة باسم الزواج!، برلمان أراد اختطاف أطفال هؤلاء النساء من أحضانهن بعد طلاق فى الغالب لا يد لهن فيه، لتربيهم زوجات آباء أو قريبات من الدرجة الثالثة!، برلمان رأت نساؤه أن المرأة المصرية التى تتعرض للتحرش تستحق ذلك لأنها منحلة!، برلمان أراد أن يحرم ما شرعه الله للنساء المسلمات القانتات اللاتى يردن ترك أزواجهن بخلعٍ أباحه رسول الله ليرفع الحرج عن النساء والرجال؟.

سيدى أنا امرأة مصرية، أنتمى لنساء هذا البلد، أدرك جيداً كم عانينا لنحصل على حقوقٍ ظالمٌ هو من ينكر أننا حصلنا عليها بالعمل الجاد، ولم تكن يوماً ولا بأى حالٍ من الأحوال منحة من النظام السابق ولا أى نظام، ثم يأتى تيارك وجماعتك ليعتبروها قوانين العهد البائد! ولم لا.. ألسنا النساء، الضلع الأضعف فى المعادلة؟ الحيطة المايلة.. بمعنى آخر!، فلما لا تبدأ جماعتك مشوارها فى تقويض الدولة المصرية بنسف حقوق نسائها بدلاً من دعمها!.

سيدى.. إن الحقوق التى تتحدث عنها هى حقوق لا تؤمن بها، حتى أن من صاغ لك ما تقوله فى هذا المؤتمر «النسائى»، لم ينبهك أن الحديث عن محلات تضع إعلانات بأن من يقوم بالخدمة فيها نساء عاريات، هو حديثٌ عبثى فى بلدٍ كمصر، أما الكلام عن قيمة الزواج فى المجتمع المصرى فهو العبث فى حد ذاته!، فهل أخبرك أحد أن فى مصر من يدعون للحياة بين الرجال والنساء بلا زواج؟ أو أن لدينا محلات تعمل فيها نساء عاريات؟.. هل تدرك أساساً أنك كنت توجه هذا الكلام لنساء مصريات!، لو تدرك فإنها مصيبة، ولو أنك لا تدرك فالمصيبةُ أعظم.

سيدى.. كيف لى أن أصدقك لو قلت إنك تؤمن بأننى مساوية للرجل، ومشروعات قوانين برلمانك تنتظر أمان جلوسك على الكرسى، كى تذبح مواطنتى وهويتى وتعاقبنى كونى ولدت أنثى.. وكل ذلك سيكون «بما لا يخالف شرع الله»؟ شرعاً أكرم النساء وهو منكم براء!.
سيادة المرشح محمد مرسى، اسمح لى: لا قادرة أصدقك ولا هاستعجب أنى غير قادرة على تصديقك!.
الخميس، 7 يونيو 2012 - 16:02

الأحد، 12 أكتوبر 2008

أمٌ لبعض الوقت..

فاطمة خير



فاطمة خير
أمٌ لبعض الوقت..


عبث لا أكثر .. سيعتبره أى قارئ؛ الحديث عن ما تعانيه امرأة تعمل فى مجتمع ينتقص بالأساس من حقوقها الأساسية، سيعتبره القارئ العادى عبثاً، لأن فى نظر مجموع الشعب المصرى: أن المرأة قد "أخدت حقها وزيادة"! حينها يصبح تناول أى معاناة لامرأة، تماماً كالدخول فى حقل ألغام.

"أدركت مبكراً أن كونى امرأة سيجعلنى أدفع الثمن مضاعفاً؛ كى أحقق نصف ما يحققه أى رجل!" هكذا قالت الروائية اللاتينية الأكثر شهرة إيزابيل الليندى، فى معرض حوراها مع اليوم السابع، وهى جملة استهلت بها الحديث عن رحلة بحثها عن ذاتها، وإثباتها لهذه الذات فى عالم يحكمه الرجال.

ولأن النساء اللاتى يخرجن للعمل هن كثيرات للغاية، ويتزايدن يوماً بعد الآخر، تحت وطأة الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وتراجع دور الرجل فى مجتمع أصبحت العشوائية واقعاً متزايداً فيه، وهى لمن لا يعرف مساحة من "اللاقانون" و"اللامسئولية"، لا يكون تخلى الرجل فيه عن مسئولياته سلوكاً يدفع للخجل؛ فإن الرائى من بعيد يتصور أن هؤلاء النساء متساويات مع الرجال، لما لا؟، فهن يعملن مثلهم، ويحصلن على الأجور نفسها، وهنا تتجلى "الخديعة الكبرى".

فى الغرب، حيث سبقت النساء للخروج إلى العمل، حدث ما فاجأ المؤسسات الكبرى، حيث لوحظ ترك نسبة من النساء للعمل فى وقت مبكر من أعمارهن، لم يكن هذا ما أشعر المؤسسات بالقلق؛ وإنما أن هؤلاء النساء هن الأكثر تميزاً "الحاصلات على الدرجات العلمية الأعلى، اللاتى وصلن إلى مراكز إدارية مرموقة، واللاتى يحصلن على المرتبات الأعلى وينتظرهن مستقبل مضمون!".

ولأن مؤسسات الغرب لا تكتفى بالدهشة؛ أدارت عجلة إداراتها البحثية، لأن بفقدان هذه النوعية من النساء تخسر المؤسسات قوة عمل متميزة نوعياً، وجاءت النتيجة بأن هؤلاء النساء تركن العمل لصالح أن يكن أمهات، ليس لأن طموحهن المهنى قد توقف عند هذا الحد، ولكن لأن الاندماج فى سباق التميز المهنى حرمهن من أن يكن أمهات، لأن الأمومة تحتاج لطاقة وتفرغ، والصعود المهنى لا يعترف بهذا، ولأن هؤلاء النساء على درجة عالية من الثقافة والعلم، فهن قادرات تماماً على تحديد احتياجاتهن، ويمتلكن الجرأة للقيام بالاختيار؛ ليس هذا فحسب، ولكن لأن العمل فى الغرب يعطى نتائج مادية متساوية مع الجهد، فهذه النوعية من النساء، تكون فى منتصف عمرها قد حققت تراكماً مادياً يسمح لها بالتوقف عن العمل .. ولو لبعض الوقت.

أرادت المؤسسات الاحتفاظ بهؤلاء النساء، وأعلنت بعضها السماح لهن بالعمل لبعض الوقت، البعض وافق والأغلب رفضن؛ لأن هذا النوع من العمل يضمن التواجد فى المؤسسة، لا الصعود فيها، وهو ما لا يرضى طموح هذه الفئة. الخطوة التالية هو أن كل مؤسسة وكل بلد، بدأ فى دراسة احتياجات هؤلاء النساء، اللاتى قمن دون قصد، بخلق مرحلة جديدة فى تاريخ عمل المرأة (لا نعرفها بعد فى منطقتنا)، وحصلت النساء على حقوق تتيح لهن ممارسة أدوارهن كأمهات، دون التخلى عن أحلامهن المهنية، وكل ما فعلته المؤسسات هو بعض الجهد فى الدراسة والبحث وتغيير لقواعد ولوائح العمل، للفوز بجهود فئة قادرة على العطاء وترغب فيه، كل العائق الذى يعترضها هو كونها "أنثى"!

كون العامل "أنثى" لم يعد تماماً تهمة فى الغرب، ليس لأن أخلاق الغرب أكثر تحضراً، ولكن رغبة المؤسسات فى المكسب، تجعلها تسخر كل الطاقات الممكنة للحصول عليه، لكن للأسف لا تزال هذه تهمة فى مجتمعاتنا النامية، التى لن تنمو سوى بالاستغلال الأمثل لقوة عمل المرأة، وتسخير الظروف المناسبة لكى تلعب أدوارها كأم وزوجة وعاملة بنجاح، دون أن يؤثر دور على آخر بالسلب، ببساطة .. لأنها تلعب كل هذه الأدوار لخدمة المجتمع، وليس غريباً ولا مصادفة، اتجاه أغلب الشابات للجلوس فى المنزل والرغبة فى أن يكن ربات بيوت لا أكثر، لأنهن قد رأين معاناة جيل الأمهات، ولأنهن يعرفن أن سقف طموحهن المهنى سيكون منخفضاً لأنه سينتهى بالزواج والأمومة، إما هذا أو الحرمان من الحصول على حياة طبيعية بالزواج والإنجاب، وهو ما لن يرحمهن المجتمع إذا لم يحدث.

لأن ما يحدث فى مصر الآن من صعود لمؤسسات جديدة؛ يستتبع بالضرورة قواعد عمل مختلفة تقوم على "رؤى" أكثر عصرية وإنسانية وعلمية، فإن الاحتفاظ بالمرأة ككيان منتج خارج المنزل، يحتاج إلى إعادة نظر فى الفلسفة التى تحكم التعامل معها كـ"إنسان عامل"، سواء بتوفير ما يعينها على رعاية الأبناء أثناء تواجدها فى العمل، أو بخلق وظائف تتسم بالمرونة من حيث الوقت أو كيفية الأداء، وبتسييد ثقافة العمل لبعض الوقت، أو من المنزل، هذا كله ممكن ببعض الترتيب والتنظيم، لأن البديل غير قابل لذلك وهو أن تكون امرأة: أم لبعض الوقت!.

الأحد، 12 أكتوبر 2008 - 15:14