‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحياة والناس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحياة والناس. إظهار كافة الرسائل

السبت، 25 ديسمبر 2010

من شبكة الإنترنت.. إلى شاشة التليفزيون

فاطمة خير










فاطمة خير
من شبكة الإنترنت.. إلى شاشة التليفزيون


سريعاً جداً، أسرع من المتوقع، وربما لم يكن متوقعاً أصلاً، انقلبت الآية، فلم تعد القاعدة هى أن تنقل شبكة الإنترنت عن شاشة التليفزيون، بل أصبح التليفزيون هو الذى ينقل عن شبكة الإنترنت!

صحيح أن عدداً من المقاطع المصورة التى تم بثها على شبكة الإنترنت، حظى باهتمام على شاشة التليفزيون؛ إلا أن ما حدث الأسبوع الماضى، فى إحدى حلقات برنامج «الحياة والناس»، يعلن بوضوح أن البث المصور على الإنترنت هو «الوحش القادم»، خاصة أنه يتمتع بخاصية الـVOD (فيديو عند الطلب)، التى لا تتصف بها شاشات التلفزة، حيث يمكن بسهولة استعادة المقطع المصور ومشاهدته العدد الذى ترغبه من المرات، أى أنه يحمل سحر الإنترنت المتمثل فى قدرته على منحك ما تريد، وقتما تريد!

فى برنامجها، أذاعت الإعلامية القديرة رولا خرسا، الفيديو القصير الذى حاز الاهتمام الأكبر من رواد الإنترنت فى الأيام الماضية، والذى يصور امرأة سودانية تتعرض للجلد، تنفيذاً لعقوبة فُرضت عليها بسبب ارتدائها «البنطلون»!، وتظهر المرأة المسكينة وهى تحاول الهرب، بينما تحيطها مجموعة من الرجال، ينظرون إليها دون تعاطف، وهى تتلوى تحت تأثير الضرب بالسياط، ويطلب بعضهم منها أن تمتثل لتلقى العقوبة، كى ينتهوا من عملهم، ويعودوا إلى بيوتهم!

طبعاً.. منتهى الإحساس بالإهانة، ومصيبة الظهور كمجتمعات متخلفة، وغيرها من الأحاسيس المؤلمة، هى ما شعرت به عن نفسى كلما شاهدت المقطع المصور، فى كل مرة تم بثه فيها من خلال موقع إلكترونى أو شبكة اجتماعية، هو شعور تشاركت فيه كل النساء السودانيات اللاتى خرجن فى تظاهرة للتضامن مع المرأة المسكينة، وبالتأكيد.. كل النساء العربيات والمسلمات اللاتى شاهدن الفيديو، وكل إنسان حر على وجه البسيطة.

إمكانيات شبكة الإنترنت السحرية، هى التى سمحت لذلك المشهد بالخروج إلى العالم، ولولا إمكانية التصوير، والتحميل، والبث على شبكة الإنترنت، لكان الجمهور الوحيد لما حدث هم الرجال الذين نفذوا «العقوبة».. والذين كانوا شهوداً عليها!، لكن بسبب الشبكة صاحبة البراح الأكبر فى الأيام القادمة، وصل المشهد إلى شاشة التليفزيون.

«التعاون» المتبادل ما بين شاشة التليفزيون وشبكة الإنترنت سينقل عالم الصورة إلى آفاق لا نعلمها، لأن خيالنا لا يستطيع ملاحقة ما يحدث على أرض الواقع بالفعل!، لكن الأهم.. أن نحجز لأنفسنا مكاناً فيه!.

السبت، 25 ديسمبر 2010 - 19:32

الخميس، 8 أكتوبر 2009

ناصر.. والمستخبى


فاطمة خير


فاطمة خير
ناصر.. والمستخبى


ليس حدثًا عابرًا.. الاحتفال بذكرى الزعيم «جمال عبد الناصر»، ليس حدثا ينتبه له معدو البرامج التليفزيونية، حين يراجعون تواريخ أجنداتهم للتحضير لحلقات أسبوعٍ جديد، لكن فى الواقع هذا هو ما حدث.

فى يوم 28 سبتمبر قدمت الإعلامية «رولا خرسا» من خلال برنامجها «الحياة والناس» حوارا مع أصغر أبناء الزعيم الراحل، «عبد الحكيم»، شىء يبدو منطقيا بمناسبة الحدث، فى اليوم التالى، قدم برنامج «الحياة اليوم» لقاءً مع «أحمد أشرف مروان» حفيد الزعيم، بمناسبة الحدث نفسه، الفقرة حملت عنوان «جمال عبد الناصر فى عيون أحفاده»، لقائان مع أفراد من الأسرة على المحطة وفى برنامجين «توك شو» مساءً، أى يفترض أن هناك جديدا، برغم ذلك ففى اليوم التالى، بدا الأمر دون ترتيب، الضيف كان يليق بالفقرة، لكن التحضير لها لم يكن كافيا فلو أن الاحتفاء بذكرى الراحل العظيم، أو حتى مجرد التناول لذكراه، اتخذ قدرا أكبر من الاستعدادات، لخرجت الحلقة بشكل أفضل بكثير. الفقرة ركزت على جوانب شخصية، لم يكن الضيف مرحبا بالخوض فيها، يرجع ذلك لشخصيته المتحفظة، ولأسباب أخرى واضح أن الأسرة تتعمدها وتجسد ذلك فى أسلوب ممثلها، أدى ذلك فى النهاية إلى أن تكون اتجاهات الحوار غير مناسبة، حتى إن الحوار نفسه بدا بلا هدف، واتضح إحساس المذيعين «لبنى عسل» و«شريف عامر» بالورطة، فالحوار الذى كان متوقعا ان يكون حميمياً اتسم بالبرودة، والمساحة الزمنية المخصصة للفقرة طويلة، فما كان منهما إلا أن استغلا الفرصة حين أتى ذكر «أشرف مروان» والد «أحمد» وواقعة مقتله، ليحولا دفة الحديث إلى ما يثير اهتمام الضيف، أو بمعنى أصح، يدفعه للحديث بحريةٍ أكبر.

الحديث عن «جمال عبد الناصر».. خاصةً أمام أجيال بعيدة زمنيا عنه، يحتاج لرؤية جديدة وتناول جديد، فقرة تصنع مع سبق الإصرار والترصد، لا على سبيل الصدفة، والمناسبات التى تمنح لصناع البرامج.. صناعة فقرات من هذه النوعية قليلة من الأصل، وسط اللهاث اليومى للجرى وراء تغطيات أصبحت متاحة فى التوقيت نفسه على محطات متعددة، هكذا يصنع أى برنامج تميزه من خلال التخطيط وامتلاك الرؤية.

من الواضح أن برامج التوك شو، وصلت لمرحلة يجب عليها فيها أن تعيد صياغة نفسها، حتى لا تخسر مشاهديها، بسبب عدم التجديد فى الأداء، حتى إنك يمكن أن تشاهد برنامجا واحدا فيغنيك عن مشاهدة الباقى، أو أن تتوقع ماذا ستشاهد مساءً: «النقد الذاتى» لهذه البرامج هو ضرورة ملحة وآتية لا محالة لمن يريد الاستمرار والتميز؛ ولكن ما يفرض نفسه هنا، أن احتفالاً يليق بزعيم من الصالح أن نفتخر به عن طريق تقديمه للشباب بما يليق به وبتاريخنا، فهذا زمن تتمسك الشعوب فيه بهوياتها قدر المستطاع، وبتواريخها.. خوف الانسحاق، ونحن نملك ما يفتخر به الآخرون.. فلم لا نمنحه ما يستحق ونقدمه كما يليق؟.

الخميس، 8 أكتوبر 2009 - 21:04

الخميس، 25 يونيو 2009

عن أحمد رشدى.. ورولا خرسا

فاطمة خير



فاطمة خير
عن أحمد رشدى.. ورولا خرسا


نادراً ما نجد حواراً على الشاشة يستحق أن نتابعه بحق.. لكن هذا ما حدث فى حلقة الخميس من برنامج «الحياة والناس»، الذى تقدمه الإعلامية «رولا خرسا» على شاشة قناة «الحياة 2» يومياً فى السهرة.

الحلقة تضمنت حواراً مع وزير الداخلية الأسبق اللواء «أحمد رشدى»، وهو انفراد إعلامى بحق، فلم يجر الوزير الأسبق أى حوارات إعلامية منذ خروجه من الوزارة، وهو ما تحدث عنه «رشدى» نفسه قائلاً إنه يعتذر لكل الإعلاميين الذين رفض إجراء حوارات معهم على مدى السنوات السابقة.

وبعيداً عن كون الحوار هو انفراد إعلامى فى حد ذاته، فقد كان أحد الحوارات التى تمنح المشاهد متعةً حقيقية، لا تتوقف عند حد أسلوب «رولا» الراقى فى الحوار، ولا قدرتها على إدارته بطريقة تعطى المتحدث الفرصة للتعبير عما يريد، دون أن يعانى من تدخل المحاور بلا داع سوى إثبات وجوده وتذكير المشاهد بأنه هو ملك المشهد وصاحب الحلقة!.

أما ما قاله «رشدى»، فقد كان للتاريخ، برغم أن الحوار كان قصيراً نسبياً فإنه تناول سيرة حياة رجل مصرى مهم، فقد كانت الأسئلة محددة ومباشرة ومحيطة بمسيرته، وكان الرجل حريصاً على الإجابة بما يمليه عليه ضميره، ويؤرخ لفترة زمنية مهمة من تاريخ مصر، لكنه لم يتطرق إلى ما حاولت «رولا» الحصول عليه من معلومات، فى موضوعات كان يتعمد عدم الخوض فيها، مثلاً كالأساليب التى اتبعتها وزارة الداخلية إبان توليه، للقبض على العناصر المتورطة فى العمليات الإرهابية، والتى كان ذلك الوقت زمانها الذهبى، كما أفصح «رشدى» عن حكاية قالها للمرة الأولى، وهى «إقالته» لابنه الضابط، بعد توليه الوزارة، حيث كتب الاستقالة بنفسه، بل ووافق عليها دون أن يعلم ابنه شيئاً عن الأمر، وذلك كى يرفع عن نفسه الحرج فى أى قرار قد يعتبر مجاملة لابنه.

الحوار يستحق أن يعاد، برغم أن تنويهاته تكررت قبلها كثيراً، لكن ليس كل يوم نشاهد حواراً مثله، يراعى آداب الحوار الصحفى، ويخرج المشاهد منه بمكاسب حقيقية، سواء أكانت معلومات، أم حتى انطباعات، فنحن فى زمن نحتاج فيه لكل نموذج مصرى إيجابى، ونحتاج أيضاً أن نبرز ذلك، فى مواجهة كل النماذج السلبية، التى يدور فى فلكها الإعلام، سواء عن قصد أو دون قصد.

الخميس، 25 يونيو 2009 - 20:38