‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرامج. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات البرامج. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 2 أبريل 2010

موبايل أوبرا وينفرى



فاطمة خير



فاطمة خير
موبايل أوبرا وينفرى


ليس المقصود هنا بالطبع، رقم هاتف الإعلامية الأكثر شهرة فى العالم «أوبرا وينفرى»، ولا حتى جهاز المحمول الخاص بها!

المقصود ببساطة، هو الحملة الرائعة التى تقودها «وينفرى»، من خلال برنامجها اليومى، لأجل خفض نسب حوادث المرور فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما وصلت إلى معدلات غير مسبوقة.

المذهل، أن الحملة ساهمت بالفعل فى تقليل عدد الحوادث، والضحايا بطبيعة الحال. أما كل ما تفعله «وينفرى»، فهو تخصيص دقائق معدودة فى نهاية كل حلقة من الموسم الحالى، كنشرة خبرية لإعلان عدد الحوادث المرورية، وضحاياها،.. وأسبابها!.

ووفقا للمتابعة التى تتم على أساس علمى، ثبت بالدليل القاطع، أن التحدث فى التليفون المحمول، أو كتابة الرسائل من خلاله، أو حتى قراءتها، هو أهم أسباب الحوادث!، وبناءً على ذلك قررت الإعلامية الأكثر تأثيراً فى الرأى العام الأمريكى (والعالمى)، أن تركز حملتها اليومية، على الدعوة لمنع استخدام المحمول أثناء قيادة السيارة على الإطلاق، وإن تم ذلك فيكون من خلال السماعات للرد فقط، وعدم كتابة أو قراءة الرسائل، وذلك حمايةً للأرواح.

وللبرهنة على صحة قناعتها فى التقليل من الأرواح المهدرة بسبب المحمول، تواصل «وينفرى» بدأب يومى شديد، الإعلان عن تناقص الحوادث بشكل عام، وتلك المترتبة على استخدام المحمول أثناء القيادة بشكل خاص، كى تدفع المشاهدين للتفاؤل، ولإشعارهم بأن ثمة نتيجة للجهد المبذول.

إنها حملة إعلامية جاهزة، كل ما يلزمنا هو نقلها «بحذافيرها» كما هى، فى كل البرامج ذات الشعبية، وتكثيف الضغط الإعلامى، حتى يصبح كل مستخدم لتليفونه المحمول أثناء قيادة سيارته، هو مجرم فى نظر الجميع، وألا يكون ذلك فعلاً غير لافت للنظر، وكأن مؤامرة تدور بين الجميع، للتغاضى عن فعل يعرض حيواتنا جميعاً، بل وحيوات أبنائنا للخطر يومياً.. بل فى كل لحظة.

كل صورة لقائد سيارة يتحدث فى محموله، ستفضحه أمام نفسه والجميع، وكل تسجيل فيديو لآخر - مهما كان قصيراً- يعنى أن كلاً منا سيتأكد أنه مراقب فى كل لحظة ومن الجميع.
الفكرة بسيطة، وتطبيقها سهل، ونتائجها ستكون مذهلة، لو أننا آمنا فقط، أن لبرامج التليفزيون وظيفة أخرى، غير «شعللة» المناخ العام.


الجمعة، 2 أبريل 2010 - 01:42

الخميس، 14 مايو 2009

التوك شو: توثيق وورود..


فاطمة خير



فاطمة خير
التوك شو: توثيق وورود..


برامج «التوك شو» نقلة إعلامية عربية فيما يخص اتساع مساحة التعبير عن الرأى، لكن وسط زحام الأحداث اليومية، وضغوط تفاصيل الحياة، واشتعال المنافسة، ومع غياب التخطيط، تبدو هذه البرامج أحياناً كأنها تدور فى حلقة مفرغة، وتكاد تتشابه. إلا أنه يبدو أن التميز بين كل برنامج والآخر مؤخراً أصبح يتشكل بوعى، لتناسب أمزجة متنوعة لدى المشاهد.

الأربعاء الماضى، عرض برنامج «90 دقيقة» فيديو لسيارة نقل، تحمل خنازير بدون حاجز خلفى للسيارة، مما تسبب فى سقوط خنازير نافقة، وقام البرنامج بالاتصال بنائب محافظة 6 أكتوبر، الذى قال إن الحاجز قد كسر نتيجة مطب، لكن «ريهام السهلى» أخبرته أن المشهد واضح بأنه لا حاجز خلفيا أساساً، الفيديو الذى عرضه البرنامج، هو توثيق لم يكن من الممكن إنكاره، فقد نقل المشهد كاملاً، ووثق لرقم السيارة (53200 نقل الجيزة) ليهدى ذلك للمسئولين.

هذا دور فاعل للغاية تلعبه هذه البرامج، يطلق عليه «تفاعلى»، وبغض النظر عما إذا كانت كاميرا البرنامج هى التى صورت المشهد، أو أن مواطناً صوره وأرسله، ففى الحالتين يعتبر هذا توكيداً لقدرة برنامج مسائى يومى على التفاعل مع المشاهدين، وتقديمه لخدمات حقيقية لهم، وإقناعهم بأهمية التفاعل معه لأجل الأفضل.

من ناحية أخرى، ولكن فى اتجاه التفاعل نفسه، شهدت إحدى حلقات برنامج «البيت بيتك»، قدمها «محمود سعد»، لفتة إنسانية مؤثرة للغاية، حيث أرسلت إحدى مشاهدات البرنامج باقة ورد إلى العاملين فيه، تنفيذاً لرغبة والدتها التى توفيت منذ أربع سنوات، وكان أن تمنت ذلك وهى تشاهد إحدى حلقات البرنامج، وبرغم أن الحلقات التى يقدمها «سعد» فى البرنامج، تتسم أغلبها بالطابع الإنسانى؛ فإن هذه الفقرة كانت عزفاً مختلفاً على أوتار مشاعر إنسانية إيجابية، بعيداً عن أغلب الفقرات التى تتناول موضوعات موجعة، هى لفتة تخبرنا بأن «التوك شو» يمكن أن يحمل لنا أيضاً بعضاً من الفرح.. ليس «الغم» وحسب.

والفكرة هنا أيضاً، أن المشاهد يمكن أن يصنع علاقة ما مع برنامج يحبه، وأهم هذه البرامج على الإطلاق هى «التوك شو» بعد أن فرض نفسه على أجندة المشاهد اليومية، خاصة إذا ارتبط ذلك بوعى لخطورته لدى صناع البرامج.


الخميس، 14 مايو 2009 - 21:44